صرخة شام
بقلم الكاتبة / تهاني الصمعي *
أرقام لن تنساها الأمم
تاريخ يحفر ذاكرتنا إلى الآن
غرّدَ التاريخ يوما تغريداً مجروحاً تقطعت أوتارهُ الصوتية من صراخ الألم المفجوع، أتعبنا سكوتُ الأمة
فأينَ نداء الرجلُ الواحد؟
يا تاريخ اكتب
تلك الشام تنزف دماً، تصرخ صرخةَ مستغيث
فأين نداء الرجل الواحد؟
ياشام أخبري ياسمينكِ أنه اقترب الأوان
ياشام أخبري جدرانكِ واكتبي عليها
نحن للنصر عنوان
ياشام أنا منكِ، وأولئك الذين ينتظرونكِ منكِ
ياشام أكتبكِ ليلاً بشعري المعطر بعبق الياسمين والريحان ِلِأنثره صباحاً لكِ، لِيكونَ بلسماً لأولئكَ المجروحين
خففي عليهم، وامطري سماكِ، واروي أرضكِ، وانشري الربيع في كل مكان تلكَ الشام يا أمة .. فأينَ أنتم منها؟! أيها المارونَ من شوارعها وأزقتها الضيقة، اسردوا لنا حكاياكم، قولوا لهم كم كنا نقطف ورودكِ من أشجار بيوتكِ
وكم كنا نطرق بيوتكِ ونهرب خوفا جميلا ً
احكي لهم عن فصولكِ
كيف تلبسين تاجكِ الأبيض، وكيف تغيرينه بلبسكِ الأخضر الُمزهر بِألوانه، وكيف تتجردينَ والحياءُ يشبهكِ، وفي شمسكِ تكونُ ظلالك برداً لنا
تلك الشام يا أمة .. فأين أنتم منها؟! أين هوَ إحساس الجسدِ الواحد ؟
أصواتُ الحناجرِ اليتيمة تنسجُ صوتها من لُغةٍ حزينة
تقطعت أوتارُهُم صُراخاً وألماً،
لمن تنادي يا شام ..
لطفلةٍ تركُتها ورائي، تخطو وتمشي وتقع ..
تشق التعب ..
ترسم وجهاً من تعب .. تصرخُ لشامِها وتذرفُ دمعاً من لهب ..
لمن تنادي يا شام ؟
تأتيكِ حرب مباغتة تقتل كل شيءٍ فيكِ
إنه زمن الحرب لا الحب
حصدت أرواح تكاد تعيش، تحجرت قلوب من شدة الفقد
ابيضت عيون من شدة الحزن ..
فأين المفر ؟
نبحث عن أرضٍ ليست لنا ..
في حين كنا نعيش بأرض ملكٌ لنا .. فأين المفر ؟!
5 pings