قضبان في الخلاء
بقلم الكاتبة / تهاني الصمعي *
في ليلةٍ شتاء بارده وتحت زخاتِ المطر المنهمره
خرجت تبحث ما يدفهاا ويدفىء قلبها المتجمد
تلتحف بشبه غطاء وتلثمت خوفاً من جمال يثير بعض الذئاب البشرية الجائعه
خرجت مسرعه وبتعثر لعلها تعود بخير وهي تسمع صرخات طفلها الرضيع
وتلتف ورآها كل حينٍ وحين وقلبها يتعصر ألما عليه
مابكَ ياصغيري لِما كلُ هذا البكاء والنحيب
اهوَ جوعٍ ام برد ام خوف
ليله شتاءيهٌ بارده وظلام في ظلام
في ليلةٍ قمرية مغطاء بالغيوم الكثيفة لا ترى من نوره شيء
فقد اعتادت المسير بطريقٍ وعر
تجول حول الخيام الشبهِ مغطاء فوق ساكنيها لعلها تجد ما يدفىء ليلتها البارده
وهي تسمع اصوات متجرده من الشعور الخاليه من الاحاسيس
قصص في ظلام الليل
ونهار ساكن من الاشيء يُذكر
ها هي تسمع صوت امراه عجوز فقدت من اولادها ما فقدت تنتحب شبابهم الذي ذهب هدر بلا شيء يًذكر
ورجلاً هناك فقد اطفاله الثلاثه وزوجته تحت وطىءانفجار ظالم
واكملت المسير وتسمع قصص هنا وهنااك
صارعتها الافكار وتذكرت من طفولتها شي جميل لعله يؤنس وحشتها الظالمه
تذكرت طفولتها المدلله تبسمت ودمعت عيناها شوقاً لها
ماضي جميل خالي من الشوائب
وفلمها الكرتوني المفضل ( بائعة الكبريت )
اصبحت افلام الخيال تشابه الواقع كثيراً
تمنت لو عندها اعواد كبريت لتشعل ولو لحظات من ماضيها واحلامها
اكملت مسيرها وهي مازالت تنتحب (وطنا) ذهب هدرا وبغفلة عين رحل من رحل " وتشرد من تشرد " وقتل من قتل
خالطتها المشاعر تاره تحزن وتاره تبكي وتاره تضحك
وتاره لا تعلم شعورها ماهو"متى نعود " لا اعلم
هل سيعود كل شي بمكانه " من تقصدين
أصدقائي وجيراني وأحبابي هل سأجدهم
اااه لا اعلم؟
أخذت نفساً عميقاً ووضعت يداها على صدرِها وكأن الهواء لا يكفيها
ف هي كل يوم تموت خنقاً
من الموت البطيء "من التشرد والذل " من الجوع والبرد
ومن ومن ومن( ومن الحق الذي لا يريد ان ينطق ) خوفاً والخوفُ جبان
صفعتها نسمه هواء بارده لتعود ادراجها
بيديها الخائيبه
على امل ان كل شي سيعود