أنثى الأربعين
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني *
ذات مرة كنتُ جالسة في إحدى الجلسات النسائية وكنت مستمعة لحديثهم ، وفي ثنايا الحديث قالت إحداهم: (المرأة منذ أن تتزوج مايلزمها أن تهتم بنفسها خلاص تزوجت) قالت الأخرى: (لا أنا اقول المراة منذ أن تدخل الثلاثين، خلاص تصبح لها نمط معين في الحياة وجدية تمشي عليها ) أما الثالثة فقالت: (أنا بلغت من العمر 36 سنة لما اهتم بنفسي ما أحد بيشوفني فاتني القطار)..
أما أنا فتعجبت وقلت في نفسي هل تلك حقيقة وهل فعلا المرأة حينما تصل لعمر معين تفقد أنوثتها وحيويتها ؟ فتأملت كثيرا ووصلت إلى هذا الرأي الذي ينبغي أن تصله كل أنثى ، لأن ليس للأنوثة عمر ، الأنوثة نحن من نصنعها ونحن من نكونها بداخلنا لأنها مزروعة بنا ، الأنثى جميلة بكل مراحلها، فإن كانت بنتا يفتح الله أبواب الجنة لأب رعاها وأحسن إليها كما قال صلى الله عليه وسلم "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه"رواه مسلم.
وإن كانت زوجة أصبحت له الأمان والسكن الذي يصون جمالها وينفق عليها من عرق جبينه ، وأما إن كانت أما فهي طريق إلى الجنة ، فلم ننتقص من أنفسنا لم لاندرك أن يكون الاهتمام لأجل أنفسنا لأجل أننا نستحق ، أليس لكِ الحق في أن تنظري للمرآة فتعجبي بجمالك الذي دائما ماتخبينه . لم لا تبحثين عمّا يميز شخصيتك وترتقي دائما للقمة في جميع جوانب الحياة ، ألستِ تستحقين التميز؟! أو لستِ تستحقين أن تعيشي هذه الحياة بسلام داخلي لنفسك ، كم من نساء وصلن إلى الأربعين والخمسين ويمتلكن أرواحا شبابية تحب المرح وتحب العطاء وتوزان في السير في هذه الحياة ، كم من نساء بدأت قمة إبداعها وهي في آواخر الثلاثينات ، كم من نساء بدأت قصة حبها بزوج يرى أنها الحياة وهي بالأربعين من عمرها ، مهما ظننتي أنه قد مضى لك من العمر ما مضى تظلين أنثى رقيقة تكسرها الكلمة وتجبرها الأيام، لذا حدثي نفسكِ بالحب بالسلام ، بالجمال، بالتميز ، بالعطاء، لأنكِ بإختصار أنثى.. أخبري الجميع بصمت أن للأنثى كيان .. وكيانها في فهمها لأنوثتها.. أخبريهم بإنكِ ستبحثين كل يوم عن درس جميل وأنكِ يوما ستصلين الى القمة ، القمة التي لطالما عشقتها روحك ولاح بها إبداعك ..أخبريهم بأن الأنثى لها من العقل السديد مايفوق الكثير،، أخبريهم بنضجك وغنجك وضحاتك وأنها لن تزول مهما صفعت بكِ الحياة ..لأن صفعات الحياة جميلة ليس بوقتها لكن سندركه مع الأيام ..
سيدتي.. إصنعي لذاتك قيمة كبرى في حياتك ولاتنتظري من أحد أن يصنعها لكِ ، كوني أنثى تعشق الحياة وعشقها للحياةِ عطاء .
1 ping