أبي عيدية
بقلم الأستاذ / عبدالله بشير العنزي *
عندما كنا في سن الطفولة كنا نرى للعيد طعم أخر ننتظر ليلة العيد بفارغ الصبر ، ثوب العيد قد أشتريناه ، وحلوى العيد قد تسكر عليها السكرتون( الدولاب) ، والحلاق أخذ حقه منها بالمكينة اليدوية لم نكن نعرف القصات ، وحذاء العيد وصل ولكن نعلم انه سوف يكون للمدرسة التي تكون بعد العيد بأيام معدودة ، ننام بدري من بعد العشاء لم نكن كبار او صغار نعرف السهر ، كنت ارى كل شي جميل ، أفكر كم أجمع عيادي رغم انها كانت ليس كلها نقود، فالحلاوة لها النصيب الأكبر تملىء جيوبنا ، ورغم ان الحالة المادية لدى البعض ليست بذاك المستوى المرضي الأ ان الجميع لا يحرم ابنائه من ثوب العيد فهو الفرحة ، وكان اذا تعفس الثوب قبل العيد نضعه تحت الوساده ليعتدل وينكوي واستحاله ان نلبس الثوب لحاله لابد من وجود الطاقية أو الغترة ورغم صغر سننا الا انه لم يكن يسمح لنا بدونها ، ومع طلوع الشمس ومرات قبلها نقوم ندور داخل حارتنا على البيوت بيت بيت ، وكنا نقدم بعض البيوت على بعض حتى لايسبقنا عليها احد حيث ان البعض كان يعطي المال وحتى حلاوتهم مميزة عن غيرهم ، كنا يخجل اغلبنا من طلب العيدية ولكن لابد ما أن يوجد احد بيننا جريء يطلب العيدية اذا ماعطوها لنا ، أيام جميلة جداً اقفت بما كان بها من رجال ونساء لم يبقى منهم الا القليل الله يرحمهم برحمته ويطول عمر العايشين ، ذكريات رائعة رغم ان الزمن هو الزمن وأيام السنه وفصولها لم تتغير الأ ان الذي تغير هي نفوس البشر ، أصبحت الصدور ضيقة ، تغيرت العادات والتقاليد ، حتى مواقيت النوم تغيرت اصبح ليلهم نهار ونهارهم ليل ، سهر أنشغال بأمور الدنيا عن التواصل عما لهم من صلة قربى ، بل أغلب البعض تعاملاتهم مع الغير تعتمد على المجاملة والمصالح داعين لهم بالهداية عل أن تتغير هذه النفوس للأطيب ونعود كما كانت قلوب من قبلنا ونوصل ارحامنا ونفرح المحتاج من بيننا ونبحث عنهم فالاسوار ارتفعت والأبواب سكرت ولم نعرف ماوراها في زمن لم تعرف منه الغني من المستدين والمعوز وهناك اصعبهم وهم المتعففين فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وكل عام والجميع بألف خير..
* رئيس تحرير صحيفة الرائدية