صورة بقلم كحل
بقلم الكاتبة / تهاني الصمعي *
تزاحمت الصور والأفكار، وخرج يبحث عن هدوء، عن منظر أو عن صورة تلفت الانتباه
كل شيء حوله كما هو لاجديد
وفي لحظة تلاشى كل شي أمامه في صورة
يخاف أن تغيب عيناه عن الورق فينسى تفاصيلها
رآها في إحدى شوارع الصدف
بمنظر لا يغيب عن مخيلته أبدًا
كانت تنتظر تكسي ليقلها إلى المنزل في طقس مختلف أجواءه
رآها مبتسمة ذات تعابير طفولية، وشعرها منسدلًا على كتفيها، بعيدًا تمامًا عن مساحيق التجميل، سوى ذاك الكحل بعينيها
بدأ الكحل يسيل، فتغيرت ملامحها حزينة كئيبة
وهو يراقب ذاك المنظر من بعيد من إحدى المقاهي
ومن خلف الزجاج
سأل نفسه، ترى ما الذي تذكرته حتى جعلها تبكي وسال الكحل من عينيها؟ والغريب في الأمر أنها مبتسمة
كيف لكحل أسود أن يغير من ملامحها؟ يجعلنا نتمرد ونسأل (ما بك)
وذاك الفستان المخملي الأسود الذي يرسم من جسدها صورة جميلة وكأنها منحوتة نادرة
هل لابد ان نرتدي فستانا لكل فصل؟ أم الفصول هي من تجعلنا نرتدي ما يناسب فصلها، وربما الدهشة لم تجعله يعرف أي فصل هو فيه ..
كيف يمكن لطقوس ممطرة أن تغير أفكار العالم من حولنا ترى ما هي الصورة الحقيقية لنا؟
أخذ ينظر إليها وغاب فكره عن جميع من هم حوله
اشتعلت فيه الرغبة، منظرها جنوني تحتويه كل تفاصيل الحياة
رأى فيها الخجل ..
ولحظة تلتف بكلتا يديها على جسدها من البرد
في هذه اللحظة كان أمامه ورقة بيضاء وقلم رصاص
وفي لحظة تلاشى كل شي أمامه في صوره
يخاف أن تغيب عيناه عن الورق فينسى تفاصيلها
ترى ما هو عنوان صفحته؟ أقصد صورته
هل يجب أن يكتب عنوانًا أم توقيعًا؟
لا أعلم، ربما ما يحصل أمامنا يجعلنا نغير بعض الأشياء الثابتة
ماذا لو كان يكتب؟ ترى ماكان عنوانها؟
كيف يتغزل بها شعرا؟ أو يعاتب وجهها الغريب!