سؤالك يزعجني!!
بقلم / أبرار القحطاني
تقول إحدى الصديقات مررت بموقف صعبٍ في حياتي آلمني كثيرا ، ولكن ألم السؤال كان أصعب ، فكلما ذهبت في مجتمعي وفي المناسبات الخاصة سألني البعض عمّا تعرضت له والبعض الآخر يعطي تحليلات والبقية ما بين حزين كسير علي ومابين شامت في حالي .
وآلمني أكثر عندما لا نعترف بأن الجميع دائما يمر بأزمات ولا يخلو أحد من الآلآم في هذه الدنيا ، فلم لا نتأدب مع بعضنا حين تنزل الإبتلاءات على واحد منا ونترك نظرة تحليل الوقائع في حوادث وآلام ، لم نشهد حضورها فتأثرت من كلام تلك الصديقة التي آلمني تعامل المجتمع معها فكان عنوان مقالي لكل من تلبس لباس المعصوم الذي يظن بأن الحياة لن تعصف به ولكل من سأل سؤالا لا يعنيه أقول لهؤلاء عذرا سؤالكم يزعجني.
إن من يتأمل مواقف هذه الحياة ويتعمق أسرارها ، سيدرك ضوابطا وأصولاً خفية ، ومن مداركِ هذه الحياة أن لكل إنسان خصوصية في تفكيره وطرحه واختيارته ، وفي حياة كلٍ منا خصوصية لا ينبغي التدخل بها والضابط في هذا هو مايحدده الشخص لنفسه ويرى بأن هذا الأمر لايستحق أن تسأل عنه أو تتكلم به لأن لكل واحدٍ منا منظوره الذي ينظر به ، لذلك احترام الخصوصيات كانت من تلك الأمور الخفية عند من لايدرك قيمة الإحساس بالآخرين، فترى البعض يسأل ويعطي آراء وخطط في شأنٍ لايعنيه، وقد يعارضني البعض بأن تلك تفاهات لما نتحدث عنها! فأقول أن الله أكمل لنا الدين فجعل للبيوت حرمة وخصوصية تحترم.. هكذا هي كماليات الذوق التي ينبغي أن نحتذي بها ، لذا لا تسأل عما لايعنيك ولاتدخل في شؤون غيرك ..ولاتبدي آراء في مسائل لم تعيشاها وظروف لم تخضع لها
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :《من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه》فكثرة السؤال بأمور شخصية تنفّر من أمامك وتزعج من حولك من حيث لا تشعر وكما يقال إن للبيوت أسرار وخلف كل باب قصة وقضية ،وحقيقة مامن سؤالٍ تسأله في غير محله إلا وفيه من إنقاص النفس والإزعاج لقلوبٍ بشرية لاتريد منك إلا كلمة طيبة وعبارة وافية وابتسامة صادقة فتمثل قل خيرا أو اصمت .. ودعك من تحليل الوقائع والغوص في إتهامات باطلة لا تعلم فيها الخبايا فدع الخلق للخالق..ولنرتقي بحديث ِمجالسنا بالحديثِ الذي يؤنس القلوب وبالكلمة التي تجبر الخواطر فكم من كلمة كانت نبراسا وحياة لإنسان وكم من كلمة أحبطت وابكت قلبا ..لذا لطفا بالقلوب.
4 pings