نحو مجتمع أرقى...
أنا منقبة!!
بقلم الدكتورة / نجوى مرضاح المري *
قد نسمع كثيرا عن تساؤلات مبتعثات إلى أمريكا عن قبول المجتمع الأمريكي للنقاب وردة فعل أفراد المجتمع أو الجامعات اتجاه المنقبة . و دائما الجواب هو أن المنظمات التعليمية و غيرها في أمريكا لديهم قوانين صارمة تمنع أَي نوع من العنصرية ومنها عدم قبول المنقبة أو الطلب منها نزع نقابها.
ولكن عندما نسمع عن تساؤلات بناتنا عن قبول المنظمات السعودية لها للعمل بها وهي منقبة فهذا الشيء العجيب الذي يجب أن نضع تحته خطوطا حمراء. نعم فقد أثار أحد الكتاب في أحد مقالاته عن الموارد البشرية أنه واجه حالة و تعجب لها ألا وهي أنه بعد عمل اختبارات القبول و اجتيازها قام بالاتصال على المرشحين والموشحات لتحديد موعد المقابلة و تفاجأ بإحدى المرشحات التي حدد معها موعد المقابلة الشخصية حين أخبرته بأن هناك شيء مهم يجب أن يعرفه قبل المقابلة الشخصية ألا وهي أنها منقبة!!! فلما سألها عن سبب إخباره ذلك قالت أنها طالما اجتازت اختبارات القبول بكفاءتها و عند المقابلة الشخصية يتم رفضها بسبب نقابها.
سيقول البعض أن الفتاة مبالغة وأنها تبحث عن سبب لتبرير الخيبة التي أصابتها من عدم اجتياز المقابلة الشخصية وهذا أيضا جائز ولكن حينما عشت هذه التجربة المريرة بنفسي فإني أصدق الذي كْتب في المقال وما أخبرت به الفتاة.
احمل الدكتوراه في تخصص الموارد البشرية من جامعة عريقة بامريكا بخبرة تدريس عاليه بشهادة معتمدة من الجامعة بامريكا ناهيك عن الدورات التدريبية المعتمدة في مختلف المجالات. قدمت على الوظيفة في احد الجامعات المعروفة في وطننا الحبيب و اجتزت المقابلة مع الموارد البشرية ومن ثم المقابلة مع عميد الكلية و نائبته وكانوا من الجنسية الامريكية. أثنوا علي و قالوا لي نريدك بقوه للعمل معنا فأنت قدوة لطالباتنا. أثنوا و كتبوا التوصيه بالرغم من انني كنت منقبة!! بقيت الخطوة الاخيره وهي عمل المقابلة الشخصية مع مدير الجامعه. ذهبت الى السكرتيرة بانتظار المقابلة فأخبرتني ان انزع النقاب لان مدير الجامعه وهو دكتور سعودي شرطه لإجراء المقابلة نزع النقاب. اشتظت غضبا وقلت لها انني لا يشرفني ان اعمل في هذه الجامعة التي لا تحترم قيمي و خصوصيتي. لم يطلب مني هذا الفعل عميد الكلية وهو أمريكي و يفعله ابن وطني الذي نشأ و ترعرع في هذا المجتمع الذي كنّا لا نرى فيه المرأة السعوديه الا بالعباءة السوداء و الأكثرية بالنقاب. فهو لم يأتي من المريخ لا يعلم عن قيم المجتمع شيئا ولا هو بغريب عن النقاب.
بغض النظر عن الاختلافات الفقهية في تغطية الوجه وبغض النظر عن عادات المجتمع، ما اصبح يروج له الآن هو ان تغطية الوجه أصبحت رمزا للطبقة الدنيا من المجتمع فكلما كانت المرأة متعلمة أو كلما كانت من الطبقة الغنية فمن الأدعى ان تكون غير منقبه.
عفوا أيها المطالَبون والمروجون لفكرة نزع النقاب مالذي يزعجكم في ذلك؟ هل النقاب سيثني الفتاة عن عملها أو سيقلل من كفاءتها؟ فهذا الطبيب يجري ادق العمليات وهو يلبس القناع الطبي (الكمامة)! ماذا ستعطي الفتاه الكاشفة لوجهها اكثر من المنقبه؟؟! لماذا أصبحت المنقبة غريبه في مجتمعها و ينظر لها بنظرة دونية؟!!
لن نرقى مادام بيننا أناس قد وضعوا النقاب على عقولهم فهم لا يَرَوْن ابعد من خطواتت اقدامهم، هم قامعين في وحل الجهل مهما علت شهاداتهم العلمية، فالعلم يعني احترام الآخرين و عدم التطاول على قيم الأفراد والمجتمع. ومن هنا أطالب حكومتنا الرشيده التي قامت بغلق مطعم لانه قالها علانية ان لا يسمح بدخول الشباب بالزي الوطني، ان يضع قوانين صارمة تحمي الفتاه من تمرد اصحاب العمل و جهلهم و معاملتهم التعسفية معها وأخيرا اطلب منك اختي المنقبه ان تعتزي بنفسك لبناء وطننا جميعا يدا بيد...
1 ping