فوبيا الغرباء
بقلم الكاتبة / تهاني الصمعي*
كنتُ في عجلة من أمري أسابق الطريق ، أقطعُ الشوارعَ
أخالفُ المرور أجتاز هذا وذاك وأصطدم بالبعض فأسمع منهم الشتائم فأرفع يدي محيي لهم وأنا في عجلةٍ من أمري
إلى أن سمعتُ صَوتُ القطارِ قد أخذ مساره وأنا أركضُ لعلي أصله
أؤمي له بيدي وأصيح بأعلى صوتي لكن لا جدوى ..
وها أنا أتوقفُ في سكةِ قطار بتلهثٍ وتعب
كان يجب علي أن أنتبه لساعتي، أن أنظم وقتي
قد سرق مني الوقت كلَ اللحظات ..لم يبقى لي سِوى الأمنيات
ماذا أفعل الأن ؟ اأعود غداً لعلي أسبقُ قطاري أم ربما يسبقني
أم أنتظر قطاراً أخر؟؟
أنظر لمواعيد القطارات، يجب علي أن أنتظرَ ساعتانِ ونصف
بدأ الوقت يطول والساعات في بطىءٍ شديد والملل بدأ يسري والأفكارُ تداهمني، أكثر شيء أكرهه هو الإنتظار يسلب مني عمر الدقائق قبل الساعات
وأنا جالس على حافةِ كرسي الإنتظار وكوب قهوتي بيدي
سمعت صوتاً ينادي للمكان الذي أريده،
حملت أشياءي ورحلت معهم لا أعلم ربما كان طريقه أقصر من طريق الساعتانِ والنصف
أو ربما أواجه قصة لأكتبها
رميتُ كوبَ قهوتي في سلةِ المهملات ووضعت قبعتي وأنا أستمع لموسيقى اندلسيه ل محمد فتيان)
تلكَ الموسيقى تَجعُلني أبحرُ في عالمٍ أخر لا يشبه هذا العالم، عندما أكون في شتات وذِهنٍ شارد وأفكاري في فوضى أسمع له لإجمع شتات نفسي وأرتبَ افكاري
وها أنا من جديد أكتب قصةَ يومي قد يكون شيء عادياً وأمور وأحداث بسيطةٌ تحدث مع البعض
كنتُ أنتظر حدثاً يَحصلُ أمامي، أو معي فلا يمكن أن يمر يومك دونَ حدثٍ سيئاً كانَ أم جميلاً
كنتُ أجلسُ جانبَ النافذة أراقبُ الطريق ولو سألتني عنه لا أعرف الأجابة، فأنا من الذين أضلوا الطريق
ألتفت للذين معي لم أرى سوى وجوه وتعابير لا توحي إنها بخير
لا أسمع اصواتهم ...يُحركونَ أفواءهم بصمت أخذت اتاملهم
كيف لي أن اقرأ تلك الوجوه، أو أن أسمعهم من غيرِ صوت كيف لي أن أحاورهم؟ واتحدث معهم
ذاك يتحدث بالهاتف وممسك بقبضة يده بغضب يحاول أن يتماسكَ نفسه
وذاك يحدث صاحبه ويتغامزان للمرآة المسنة التي تحمل حقيبة ملابس فِتُخرج منها صورا قديمه فتقبلها ثم تعود لأدخالها، وهكذاا
ربما أصابها زهايمر الذاكرة المستعصية
وذاك مثلي تقريباً يحمل كتاباً ويضع السماعة في أذنه ويدندن بأصابعه على رجله
وتلكَ إمرآة تحمل طفلاً شديد البكاء تارة تقف به وتارة تغير جلستها وتارة تضربه لِيسكت
الغريب في الأمر أنهم لا يسمعون صُراخ الطفل لم يلتفت أحداً إليهم
أكثر مالفتَ أنتباهي فتاة بالعشرين تجلسُ جانبي أخرجت من حقيبتها قلم رصاص ودفتر رسم بدأت بعنوان رسمتها ( أمراة قد أهلكتها الذكرى) رسمت عيون تلك المسنه التي أصابها فوبيا الذكرى المنسية
وخطط لها تجاعيد الحياة
ضحكت لاأعلم لماذا
لأبد من وجود عقلاء بهذه الدنيا
ثم بدأت أنشغل بنفسي نسيتهم تماماً
كثيراً ماتجول هذه الكلمات رغم بساطة حروفها
لكنها تحمل من الحيرة ما يفقد تفكيري
أبحث عن ماذا.... إلى أين أسير
تتراكم الكلمات وتبعثرت الحروف
أحاولُ أن أجمعها لعلها تكون منها كلمه مفيدة
في سطر الهامش من اللأشيء يُذكر
أبحثُ عني
وأضعتُ كلُ شيءٍ ممكن، وممكن أن أفعله .