يموتون ... وذكرياتهم بيننا لا تموت
بقلم الكاتب / سالم جيلان *
ثمَّة أشخاص لوجودهم في حياتنا أهمية بالغة ، فالقرب منهم غذاء للروح ، وبُعدهم عنّا معاناة ، ننتظر حضورهم إن غابوا ، نشتاق لرؤيتهم حتى نراهم ، أحاديثهم كروايات الأساطير ، أفعالهم بها نستنير ولها وقعٌ وتأثير .
أب ، أم ، أخ ، صديق قريب أو بعيد ، وقد يكون مُعلِّمًا ، كل هؤلاء تتصدر أسماؤهم حجم هذا التأثير ؛ حسب وجودهم وحضورهم وأهميتهم في حياة من حولهم ، فأحدهم يصنع الأثر ويمنح التأثير طوال حياته ؛من خلال تسطير إبداعاته وجمال روحه في كل تصرفاته...
نقترب من أحدهم بشدة ، نأخذ منه وننقل عنه ، يلامس بمشاعره وعواطفه القلب ، ويخطف بأدبه الّلُب ، تزداد منه اقترابًا ، فتتعلق نفسك به ، وتشرئبُ جوارحك شوقًا للقائه ، فيصبح لوجوده خصوصية ، نعم كيف لا وهو من ترتاح له النفس وتأنس ؟!
الموت بابُ كل الناس داخله ، ولا نعلم السابق من اللاحق لهذا الباب ،فقضاء الله وإرادته بمشيئته لا رادّ لها ، وعندما ينزل القضاء بشخصٍ له تلك المكانة الخاصة في نفسك ، وفي نفوس العديد من الناس الذين حوله ، فإن لتلك الواقعة أثرها البالغ وتأثيرها الكبير ...
وعندها تستسلم للصدمة ، فتحتاج لرباطة الجأش ، وكبح جِماح الألم ، لتتأقلم مع هول الفاجعة ، وتبتلع مرارة المصيبة ، وبمجرد الخروج من دائرة الحُزن ، تبدأ في استرجاع الذكريات ، التي تركها هذا الراحل خالدةً بعد رحيله ...
تُدرك وقتها بأن بيننا أشخاص ،لهم مميزات خاصة ، يتفوقون بها على غيرهم، فهؤلاء حقًا " يموتون ... وذكرياتهم بيننا لا تموت "