الثقافة الشعبية ودور مراكز الدراسات والبحوث
بقلم الأستاذة / فاطمة البلوي *
للمملكة العربية السعودية دور إقليمي وتأثير بالعالم يتزايد يوما بعد يوم, ورغم إعجاب العالم بتراثها الشعبي إلا أنها تفتقد لدراسات دقيقة موثقة سواء الشعري أو الفني والأدبي . كما أنها دولة مكونها البدو منذ ألاف السنين, فالعرب عبر التاريخ هم البدو .ومع ذلك لا نجد أي دراسات جادة وعميقة لأي باحث سعودي لتراثها الأدبي سواء السردي أو الشعري, إلا من قلة من الباحثين والمهتمين بالثقافة الشعبية إلا أنهم لا يجدون من يحتويهم مع انعدام وجود المراكز والأبحاث في هذا الشأن الشعبي.
والباحث السعودي لم يفطن بعد لأهمية وتأثير دراسة حياة البدو, وتحليلها تحليلا علميا موثّقاَ, ربما يكون لذلك أسباب منها: افتقار الوعي لأهمية البدو وعمق التراث المتراكم في ثقافتهم, شساعة مساحة المملكة المترامية الأطراف , عدم وجود مراكز متخصصة في هذا الشأن.
وهناك أسباب أخرى أهمها: النظرة السطحية للمجتمع البدوي على انه مجتمع بدائي أُمي لا يحمل أي موروث ثقافي أدبي أو فكري, ولو عدنا إلى التاريخ القديم نجد أن الجزيرة العربية من احتوت جميع الأديان السماوية. فلا يعقل أن تراثنا الفكري والأدبي منذ آلاف السنين ومن قبل الإسلام لا يكون له تأثير في خبايا أو أعماق المنحدرين من هذه الثقافة ومن توارثها من بعدهم من الأحفاد, فلابد وان تكون آثارها موجودة في ثقافتنا الشعبية, الذي لم يجد من يستخرجه ويوثّقه. بل نجد من يتجاهل ويقلل من شأن هذه الثقافة الأصيلة, ويبحث عن الأدب في ثقافات المجتمعات الأخرى المتأخرة عن ثقافتنا.
ورغم وجود دارة الملك عبد العزيز التي أٌوليت بعناية خاصة من المقام السامي, إلا أن اهتمامها يصب في جمع تاريخ المملكة وحفظه فقط.
وأرى أن دور الجامعات هام وكبير في تشجع الباحثين السعوديين على البحث العلمي في الثقافة الشعبية في الجزيرة العربية وفتح مراكز البحث والدراسات لهم في الجامعات, لأنها الصرح الذي يجب عليه الاهتمام بثقافة الوطن ليعي المواطن والجيل عمق ثقافته الممتدة عبر التاريخ. والمكملة للثقافة العربية والتي قد يجد فيها الباحث فك شيفرات الغموض في بعض ما خفي بالموروث العبي فالثقافة العربية والشعبية تسيران في خطين متوازيين مكملين لبعضهما وهذا ما يرفضه البعض, رغم أهميته.
كذلك لجمعية الثقافة والفنون دور مهم في طرح مثل هذه الأبحاث والدراسات على الباحثين وتشجيعهم, خصوصا أنها الجهة المسئولة أمام المجتمع عن ثقافة هذا الوطن الشعبية التي تحتاج لأبحاث ودراسات للغوص في أعماقها .
نتمنى أن نرى الاهتمام بفتح مراكز البحوث والدراسات للباحثين في الثقافة الشعبية لأهميتها أمام المجتمع وأمام الأمم الأخرى .
* كاتبة في جريدة الرياض ، ومشرفة صفحة نبض الخفوق في صحيفة الرائدية