الحديث أشبه بالغرق
بقلم الكاتبة / بشاير الحربي *
يكون العنوان لك يا قارئي غريب
كيف يكون الحديث أشبه بالغرق؟!
هل جربت أن تغوص داخل البحر لـ دقائق دون
أن تتنفس ودون أن تتفوه بكلمة لتصل إلى مرحلة
الإختناق فـ تخرج سريعاً لتأخذ كمية كبيرة من النفس
والكلام ، وجسدك متعب ودقات قلبك تتسارع، وكل ما فيك
لا يرا سوا الضباب ، تود أن تعيش فقط دون مُزاح لما فعلته
لدقائق، رأيت أنك تموت ببطئ أن لم تنقذ روحك بالنفس
الكثير،
هي ، المشاعر التي تزاحم "أعمق نقطة بقلبي"،
أشعر أني أحتاج هواءً لأتنفس ،وأحتاج ساحة لأفرغ
فيها كومة أحروفي الفارغة من كل شئ، لأنها تملك
لها قلباً كلما صاحت به الدنيا أشبعته حديثاً
فإني بها أضيع من عامٍ لـ عام. ')
لا أجدني بها الأن فـ كنتُ في العام الماضي بها وتركتني
لأيام لتجعلُني أعود!
هل ترا !حتى الحرف الذي قيل فيه لا يموت ولا يخون هو
تركني بلا تعبير، ولا حتى وقف أمام الورق ليستجمع كل حروف
القلب والروح ويكتب يكتب دون أن يتخذ قرار التوقف
تحرقني في الإبتعاد وتعود لي في وقت لا أملك أدنى فكرة
للبوح، ولا يكون رأسي مملوءاً بالحديث،
أنني فقط أستجمع مشاعر الأمس كي أكتبها بالورق،
أود أن يرجع ما كنت أشعر به قبل يوم، لكن يختلف
نعم يختلف فأنا لا أكتب حين أكون بمزاج سيئ ولا أكتب
بمزاج جيد، أكتب عندما تكون مشاعري لا مشاعر لها .
أصبحت سجينة الحرف، فأنه يتحكم فيّ قبل أن أتحكم أنا في أحاسيسي
ليتني أتجاوز مشاعر تلك اللحظة ، ولا أذكرها ففي كل مرةٍ تقتحم
الأحرف سور قلبي تُخبرني أنني لن أكتب أي شيء يخص الأمس
ولا حتى مشاعري التي تحترق خلف قلبي، لا أستطيع أن أكتبها في حينها
ليت قلبي عند شعوره بشدة الألم ولحظته يقتحم سوره ويكتب
وليتني لا أملك تلك المشاعر فإن ذكراها سيئه جداً
أنني مسجونة بكل حروف الهجاء ، وليتها تخرج من فاهي عند
بكائي فأني أكتب الأن ولا أحمل مشاعر الأمس أبداً ،
فقط أكتب كي أعود إلى نقطة الكتابة الأولى .
"هي الحديث الأن الأن! أشبه بالغرق.."