همسة في أذن الكتّاب المبتدئين
بقلم الأستاذة / فاطمة البلوي*
الموهبة فطرة يهبها الخالق لمن يشاء, وصفة طبيعية يتصف بها بعض البشر, يتميزون فيها بالإبداع الحقيقي غير المتصنع, سواء بالأدب أو الفن أو فيما يتعلق بامور الحياة اليومية كالطبخ والتنسيق والترتيب بطريقة إبداعية سلسة تظهر مدى الرقي الروحي في نفي نفس المبدع.
لكن السؤال .هل الإبداع أيضا فطرة؟ الجواب الموهبة تحتاج لصقل وهذا الصقل يستمده الموهوب من تجارب الأخرين, ثم يضع عليها لمساته التي تميز شخصيته الإبداعية ليأخذ بعدها مكانة تليق به .
وأشد ما يحتاج له الموهوب هو القراء في كل ما يخص الموهبة التي يتميز بها الموهوب, من كتب قديمة سبق نشرها ككتب المنفلوطي وأحمد شوقي ومحمود العقاد وكتب الأدب السعودي وشعراء المهجر وأستاذة الأدب العظماء, والقصص والروايات العالمية والمسرحيات وقصص الموروث العربي والشعبي وسعة الاطلاع المستمر وأهمها الكتب التي تتميز باللغويات ككتب صحيح مسلم والبخاري والجاحظ وهناك الكثير من الكتب التي تدعم اللغويات بشكل صحيح.
الأخذ بتوجيه ذوي الرأي الذين يساندون المواهب والموهوبين من المهتمين والمختصين وأهل التجارب فمنهم يضع الموهوب أقدامه على مدارج الإبداع بشكل صحيح حتى يصل للقمة, ولا يصل القمة إلا من يرقى سلم الإبداع درجة درجه, وعلى الموهوب أن يفهم أن بدون صقل الموهبة والاطلاع المستمر على ما يستجد, والقراءة في كل ما يطرح في السوق من جديد, مع الصبر, والمثابرة, ونظرة متفائلة لمستقبل بارع, فلن يصل لطموحه الضعيف فكيف بالقمة.
الإصرار في حال الفشل من التجربة الأولى بالاستمرار وإعادة المحاولات مرات ومرات والأخذ من الفشل على أنه دعم نفسي لصقل الموهبة, سيكون المبدع بإذن الله قد حمل موهبته وارتقى للقمة بشكل صحيح تؤهله للبقاء فيها, مادام يسقيها بروح الارتقاء, ليجد بصمته بعد حين كمرجع للتجارب لمن سيحتاجها من بعده.
وفي حال اختصر موهبته بحدود ضيقة, أو انهزم من أول فشل في خوض التجربة, أو استمع لصوت المحبطين, أو ترك للغرور مدخلا في نفسه في كونه وصل القمة بموهبته دون تجارب يستمدها ممن سبقوه, فلن يكون لموهبته قيمة وسيكون سقوطه سهلا وينتهي به المطاف للنسيان ولنتذكر أن أكثر كبار الأدباء نجحوا بعد تجارب فشل كبيرة في بداياتهم لكنهم سخروا هذا الفشل لنجاح عظيم..
كونوا مبدعين وارتقوا سلم الإبداع من بدايته لتصلوا كما يجب, وليبقى إبداعكم ما بقيتم, فمن أغلى الأثمان ثمن النجاح لأن قيمته المادية يدفعها الناجح من عمره .