طفولة الكِبر
بقلم الكاتبة / آلاء الشيخ *
يسعى الإنسان منذ صغره نحو كبره وشبابه ، ترتاده أفكارٌ عدّة تجعل منه ما هو عليه في الكبر، ينمو ليأسس ويبني أسرةً متحاكمة الأركان عضيدة البنيان،يحمي أطفاله ويأويهم يُهيئُ لهم من ظروف المعيشة أفضلها ومن أسباب النجاح شتى الوسائل يرى الأبوين ذاتهم في أطفالهم لذلك يغورون في متاعب الحياة لتهيئة أسمى معيشة ،يسطون على السعادة يخطفونها من أوكار نومها ليضعونها في متناول أيدي أبنائهم،يجردونهم من كافة أحاسيس اليأس ويزرعون داخلهم مئات غرسات الأمل،يصنعون منهم وعاء خيرٍ لا ينضبُ أبداً،أيا عزيزي ويا عزيزتي :لننهل من بحر مودتهم وعطفهم علينا بالصغر ونحمله لهم في كبرهم،فما أعطوننا إياه في طفولتنا جديرٌ بنا أن نُأتيهم أضعافه عند كبرهم،يغدو الأبوين في كبرهم كالطفل يحتاج من المداعبة ما يعينه على إكمال يومه وإغماض جُفنه بسلام، يحتاج الكتف الذي يسانده والحضن الذي يلّمه بعد الشقاء والعمر الذي أنهك قواه وأتعب جسده،وقد قرن سبحانه وتعالى الإحسان إليهم بعبادته عز وجل ،قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم" فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا"،جنب والديك في كبرهم قُبح معاملتك وزد عليهم بالحسنى عمّا قدّموه في صغرك،دع نفسك تحتضرُ القول بأنك ستكون يوماً في مثل موقفهم ،أحجبهم بستائر من نور عن ظلمة الحياة،وخذ بأيديهم نحو البهجة فلم يبقى في حياتهم أكثرُ مما مضى،أخفض لهما جناحك بالصبر،وإحرص على طلب مرضاتهم،لا تمنن عليهم ببرك إليهم،ولا تقطب وجهك في وجههم،فقد تقهقرت قواهم ولم يعد لديهم من الجلادة على متاعب الحياة شيئاً ،الزم ثوابك في برّهم فالإنسان يُثابُ على أعماله التي تُخالفُ طبْعهُ أكثر ممَّا يُثاب على أعماله التي توافق طبْعَهُ