ما دمتَ حيا
بقلم الأستاذ / خالد العبيد*
العنوان يحتمل احتمالان إما أن يكون المخاطب أنت فيكون (مادمتَ حياً) بفتح التاء أو يكون المخاطب أنا فيكون (مادمتُ حياً) بضم التاء وكلا الاحتمالين صحيح فخطابي لك وخطابي لنفسي سيان..
هنا سأورد خمس نعم أنعمها الله على البشر من ضمن نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى هذه النعم حثنا رسولنا المريم على اغتنامها قبل حدوث ضدها فأخي:
1-ما دمتَ حيا...
اغتنم شبابك قبل هرمك فسن الشباب تعتبر السن الذهبية بالنسبة للإنسان فيه القوة والنشاط والحيوية والتطلع إلى المستقبل بكل عمل وتفاؤل فمرحلة الشباب هي ربيع العمر وإذا هرم الإنسان فإنه بلا أدنى شك سيفقد الكثير من القوة والنشاط وسيندم على ما فرط في شبابه لأنه وصل الى مرحلة خريف العمر.
يقول الشاعر:
الا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب
2-مادمتَ حيا...
أغتنم صحتك قبل مرضك فالصحة نعمة من الله لا يتذوقها إلا من سرى المرض في جسده وأرهقه الألم والوجع والسهر فالصحة فرصة للإنسان بأن يعمل لدنياه وآخرته.
يقول الشاعر:
نِـعْمَة الصِّحَـة فَضْلٌ وَهَناءْ
لِنُراعي حِفْظها مِنْ كُلِّ شَـرْ
3-مادمتَ حياً...
اغتنم غناك قبل فقرك فالمال نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعمها عليك ورزقك بها فحافظ عليها بالتصدق على الفقراء لأن المال لا ينقص بالصدقة إنما يزيد ويبارك الله فيه وتؤجر عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم واعلم أن الكفن لاجيوب له..
يقول الشاعر:
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ
ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
4-مادمتَ حياً...
اغتنم فراغك قبل شغلك فالفراغ نعمة أيضا من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى فكم من شخص يبحث عن الفراغ ولا يجده وكم من شخص يبحث عن راحة البال و لا تتهيأ له فالصحة والفراغ نعمتان من الله سبحانه وتعالى مغبون فيهما كثير من الناس.
يقول الشاعر:
إن الدقيقة في الفراغ ندامة
ومصيبة عند الورى سوداء
5-مادمتَ حياً...
اغتنم حياتك قبل موتك وهذه هي أعم وأشمل الوصايا ففي الحياة الشباب والصحة والفراغ وأيضا فيها الكثير والكثير من نعم الله سبحانه وتعالى فاغتنم حياتك ولا تفرط في جنب الله فإنك حتما ستكون الخسران ولن ينفع الندم..
يقول الشاعر:
ليستْ حياةُ المرءِ في الدّنيا
سِوى حلمٍ يجرُّ وراءَه أحلاما
أخيراً..
أحبتي القراء دمتم أحياء مستصحين شباباً أغنياء غير مشغولين ولا شاغلين..
2 pings