عصرُ الابتذال
بقلم الكاتبة / آلاء الشيخ *
حينما تصبحُ الوجوه من حولك كالدمى أو كالأخيلة أوحتى كصفعات توقظك من ثباتك ،اِعلم أننا في عصر الابتذال بكل شيء، يصطفُ الجميعُ لتوحي تفاصيلهم أنهم قبس ضياء أو مصابيح مضاءة، تنعتُ وجوههم سكبك جُملك على نقيض ما هم عليه، وتطفو على ضفافهم شناعةً على عكس ما أروك من جمال، إرضاء جحودهم غايتهم،وإملاء أفكارهم على الجميع جُلَّ ما يسعون إليه،فلو وجدوا من أعلى منهم يسيرُ نحو الجحيم تتبعو خطاه دون هوادة،لا يرضيهم أنك تتثاءب عفويةً فتوقظك صفعةٌ من إبتذالهم،في حين يروقك ثقافة الحرية،تجعلهم تلك الثقافة يعانون من شدٍّ عضلّي في الكتف،يصبحون ويمسون هاربين من الواقع إلى جُحر يُدعى"ما يريده المجتمع"،تشدُّ من عضدهم يتنحون جانباً عندما تكن بأمسِّ الحاجة إليهم،تلوي ذراعهم يغدون كالطالب المهذب بعد عقابٍ تأديبي فرضه المعلم فتح به نافذة التهذيب وألف بابٍ من الورع، وهنا يستحضرني قول بيسوا " لو كنت شخصاً آخر لأرضيتكم جميعاً،لكن بما أني كما أنا،فتحلّوا بالصبر،اذهبوا إلى الجحيم من دوني"
أن أبقى أُفتش عن زاوية أخمن بها ما يختبأ خلف مفرداتكم أمرٌ لا يروقني لهذا أُفضّلُ أن أتقوقع على ذاتي أُلقنها دروساً كلما واجهت وجهاً من وجوهكم المبتذلة ،أُكون صورتي الذهنية الرائعة التي لطالما أحببت وأكون كما أريد دائماً أكثرَ واقعيّة وأقلُّ تصنعاً..أُرافق من يمسكون بي ،يتعلمون القفز ومواجهة الواقع لأجل مرافقتي،ننتقل سويةً من سطح الخنوع إلى واقع البساطة،لا يعملون ضمن محاور سطحية تكون بالغالب مرتجلة لا تدعم توجه الإنسان ومستقبله،أُسعد بمداخلتهم العفوية وأبتعد معهم عن عالمٍ يُعاني أصحابه من السطحية البحتة.تُعليني تبعات أفعالي،وتدني من مكانتهم تبعاتُ أعمالهم.