وداعاً للضائقة المالية
بقلم الأستاذ / محمد إبراهيم الذيب*
كثير منا يعاني بين وقت وآخر من ضائقة مالية تأثر على نفسيته وعلاقته بمحيطه وبسببها ينشغل فكره في كيفية التخلص منها ، وأنا من الأشخاص الذين عانوا من الضائقة المالية في فترات مختلفة بسبب جهلي بكيفية التخلص منها، وظني أنها أمر عادي لا يمكن الفكاك منه، حتى يسر الله لي معرفة الوصفة الذهبية للتخلص من الضائقة المالية والانتقال إلى السعة المالية بل و يمكنك الوصول إلى مرحلة أعلى من ذلك وأكبر!!
أن تنتقل من الضائقة المالية إلى السعة المالية بل والثراء ليس أمراً مستحيلاً بإتقانك لأمور ثلاثة ( الاقتناع , التخطيط ، الصبر)
أما الاقتناع فأن تقتنع أن بإمكانك الوصول للسعة المالية مهما كان دخلك، ومهما كانت ظروفك، بل وبإمكانك مضاعفة الدخل باستغلال ما تجيده من مهارات وأعمال وتطويرها.
أما التخطيط فيكون بوضع خطة مالية مكتوبة تحدد فيها أولا: دخلك الشهري ثانياً: مصروفات الثابتة ( الإقساط .الإيجار . الفواتير .. ) ومصروفات المتغيرة ( المقاضي . الملابس . المحروقات .. ) ويجب أن تكون المصروفات أقل من الإيرادات(دخلك) ولو وجدتها أكثر فتخلص من كل ما تستطيع التخلص منه من الكماليات والأشياء الأقل أهمية لتحقيق المعادلة السحرية للسعة المالية بل وللثراء وهي (المصروفات أقل من الإيرادات) بحيث يكون المتبقي من إيراداتك ادخاراً ثابتاً لا تتنازل عنه مهما كانت الظروف، مع الحرص على أن يكون الحد الأدنى لما تدخره من دخلك لا يقل عن 10% من مجموع دخلك الشهري، فلو كان دخلك مثلا خمسة آلاف ريال (5000) فلا يقل ادخارك عن (500) خمسمائة ريال شهرياً، وعليك أن تجعل ادخارك في مكان آمن لا تتسلل إليه يدك كأن تجعله في حساب مستقل دون أن تخرج له كرت السحب الآلي.
ومن الأشياء التي يجب أن تراعيها في وضع خطتك المالية ألا تكون خطتك تقشفية لا تستطيع الصبر عليها، ولا تكن مليئة بالكماليات فكل شيء من الكماليات تستطيع التخلص منه أو تقليله فافعل واجعل ما كنت تنفقه عليه يدخل ضمن الادخار، ومع مرور الوقت سيجتمع لك مالٌ تحس معه بالأمان المالي، وفي الظروف المالية الصعبة يمكنك الاستفادة منه على شكل اقتراض ترده على أقساط مريحة تعود في ادخارك.
ثم تنتقل لمرحلة مهمة بعد أن يجتمع لك مالٌ من الادخار وهي أن تفكر في استثمار وتنمية مدخراتك بطرق آمنة بعيدة عن المخاطرات والمجازفات ولعله يتيسر لي كتابة مقال في الطرق الآمنة لاستثمار المدخرات، وبهذا تنتقل من الضوائق المالية إلى السعة ولأمان المالي، وبالاجتهاد وتسخير مواهبك وما تجيده في سبيل تنمية واستثمار مدخراتك ستصل إلى أعلى من ذلك .. نعم ستصل إلى الثراء.
وبعد تحقيقك للسعة المالية والوصول إلى أولى درجات الثراء إليك هذه النقاط المهمة:
أولها: لا تنسى فضل الله عليك الذي أعطاك وأغناك فأخرج زكاة مالك وتصدق ليبارك الله فيه.
ثانيها: لا تنس والديك أحياء أو أمواتاً بهدية أو عطية أو صدقة تهب لهم ثوابها.
ثالثها: فرّج عمن حولك من أحبابك ومعارفك وأقاربك ممن يمر بضائقة مالية بإقراضه قرضاً حسناً وسترى بركة ذلك بشرط أن يكون أهلا للإقراض.
وفي ختام هذا المقال تذكر أنك تستطيع الوصول للسعة والأمان المالي إذا اقتنعت بالفكرة ثم خططت لها وصبرت لتحقيق أهدافك منها، فابدأ مستعيناً بالله وخطط واصبر تنل ما تريد.
4 pings