نحو مجتمع أرقى .. رمضان هو ما نحتاج !!
بقلم : د. نجوى مرضاح المري *
يقول أفلاطون " قمة الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه " وهذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها أثارها أفلاطون من آلاف السنين لكن الأهم كيف يستحي الإنسان من نفسه ؟؟
الفرد لن يستحي من نفسه إلا إذا كانت عنده القدرة لمعرفة نفسه من خلال معرفة عيوبها ، محاسنها ونقاط قوته و ضعفه . فعندما يعرف نفسه حق المعرفة فإنه سيستحي من عيوبه ، أو من أي سلوك سيء صدر منه ومن ثم يأتي دور كيف يقوّم نفسه أو يصلح هذه العيوب أو السلوكيات .
إصلاح العيوب في النفس أمر واجب في ديننا الحنيف ؛ فهناك أحاديث وآيات كثيرة حثت على تزكية النفس فقد قال تعالى : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ سورة الشمس.
فعلينا تربية أنفسنا على السلوكيات المحمودة وتهذيب أنفسنا ومعرفة عيوبنا والعمل على إصلاحها وتحري الأساليب المناسبة لتهذيب النفس و رمضان هذا الشهر الكريم قد يكون هو الوسيلة الأنسب والأعظم لتزكية أنفسنا .
رمضان شهر الصوم ، يمرن الفرد على كيفية السيطرة على النفس وكيفية الإمساك بزمامها ، لتوجيهها لما فيه خير ورضا رب العباد ، ففي الصيام كسرا للنفس وحدا لجبروتها وكبريائها واستشعارا بحال الفقراء وقربة للخالق عز وجل ، هذه الأمور تجعل الفرد اكثر عطاءً للفقراء وأكثر تفاعلا مع المجتمع . وكذلك تجعل الفرد يفكر في رضا الرحمن ، والابتعاد عن السلوكيات الغير مقبولة ومنها الغضب وعدم احترام الآخرين فيسعى لضبط نفسه وتهذيبها والرقي بها ، فلو أن كل فرد في المجتمع هذب نفسه وأصلحها وتعود على ذلك ، النتيجة هي مجتمع أرقى .
نعم رمضان علاوة على أنه شهر الصوم وشهر القربه إلى الله ، هو شهر ضبط النفس والرقي بها ، نعم رمضان هو ما نحتاج لتهذيب أنفسنا و تمرينها لبناء مجتمع أرقى . فكل عام وأنتم ونحن إلى الله أقرب وتقبل الله صيامنا وقيامنا .
*دكتوراه إدارة عامة وموارد بشرية