أنت تستطيع
بقلم الأستاذ / محمد إبراهيم الذيب *
قررت أن أكتب خطاب عتاب لنفسي أعاتبها فيه على الأمور التي قصرت فيها خلال السنوات الماضية، وأعاتبها فيه أيضاً على الأمر التي كنت أستطيع القيام بها بشكل أفضل ولكني تكاسلت.. هذا العتاب ولا شك هو عتاب محب يريد الخير لمن يعاتبه فهو عتاب مني لنفسي، والهدف من هذا العتاب هو أن أقف على نقاط القوة عندي فأنميها ونقاط الضعف فأقويها، وأنت أيضاً يا قارئ هذه السطور يمكنك الجلوس مع نفسك والتأمل في حالك وخطّ جملٍ تبعثها لنفسك تكون دافعاً لك لاكتشاف نفسك ومن ثَم الانطلاق في استثمار قدراتك ومهاراتك فأنت بلا شك تستطيع أن تكون أفضل وأقوى وأجمل فقط استعن بالله وانطلق مجتهداً بوضوح رؤية وتحديد هداف.
وإذا أردت أن تعرف هل أنت من أصحاب وضوح الرؤية وتحديد الأهداف فاطرح على نفسك سؤلاً فإن وجدت له جواباً فأنت تسير في الاتجاه الصحيح لتنمية ذاتك وتحقيق أهدافك، وإلا فيتوجب عليك الانتباه قبل أن يسرقك الوقت وتكتشف بعد فوات الأوان ما فاتك من خير ونجاح وعُمْر، السؤال هو: أين أنت بعد ثلاث أو خمس سنين؟؟ هذا السؤال لا يتعلق بجانب واحد من جوانب حياتك بل أين أنت بعد ثلاث سنين من الناحية العلمية؟ أومن الناحية الدينية؟ أومن الناحية الوظيفية؟ أومن الناحية الصحية والرياضية؟ أو من الناحية الاجتماعية؟ أو من الناحية الاقتصادية والمالية أو غيرها من النواحي.
أخي القارئ الكريم تنمية ذاتك للرقي بنفسك و مجتمعك من حوله مهمتك أنت لن يقوم بها أحد عنك ولن يحرص عليك أحد كحرصك على نفسك، وهكذا كل الناجحين والمميزين - ولست أقل منهم – لم يحصل لهم ذلك النجاح والتميز صدفة أو وهم على فرشهم أو في مجالسهم بل احتاج ذلك إلى اجتهاد وبذل وعطاء ثم كانت النتيجة التي حققت لهم ذاتهم وسعادتهم فتعب قليل ثم راحة مستديمة خير من راحة قليلة ثم تعب وألم وشقاء مستديم.
ومن الأشياء التي يجب أن تحذر منها تثبيطٌ من داخلك أو من حولك!! فأما التثبيط الداخلي فهو وسواس نفسي يستصغر قدراتك ويستهين بمهاراتك ويجرك للكسل والخمول والضعف، وأما التثبيط من حولك فقد يأتيك من صديق أو زميل أو قريب فلا تصغي له ولا تضعف أمامه فأنت بعون الله قادر، وإلى تحقيق أهدافك سائر قال المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس شيئاً ** كنقص القادرين على التمام
والآن حان وقتك وجاء دورك واتضحت لك الرؤية فامسك قلمك وخطط مستقبلك واعتمد على ربك وثق بذاتك وانطلق لأهدافك وأصرّ على نجاحك وراقب انجازاتك وانظر لنفسك بعد ثلاث سنين فستجد شخصاً آخر غير الذي تركته.. و أنت تستطيع.