مَا دُمتَ حيَّاَ
بقلم الكاتبة / أبرار القحطاني *
وسط معمعة الحياة وفي خفايا ظروفها.. يمرّ على كل واحدٍ منّا أخطاءً يتعثر بها ..ومواقف صعبة يعجز الخروج منها ..ولحظات عجزٍ وكسل .. وحالٍ بائسٍ وشعور بالألم والخذلان من قريب وبعيد فيمر ذلك الصوت الحزين بدواخلنا أن الفرص قد انتهت ..وأن العمر رحل ...وانه لا يمكن تعديل ما مضى ... ويبدأ شعارات اللوم والبؤس لنصغر على أنفسنا دائرة الحياة ...
لكن هل تأملنا يوما عبارة ((ما دمت حيا))
هذه العبارة التي بتأملنا وتطبيقنا لها تفتح ابواب النجاح وتغلق مسارات الأخطاء ..وتُوقف كل خذلانٍ أصابنا ..
مَا دُمتَ حيَّاَ
عبارة حياة ونجاة لك اذا علمت بأنك لم تمت بعد وانك مازلت تسنشق هواءَ نقيا ..وتنظر كل يومٍ لسماءِ واسعة وارضٍ خضراء يانعة ..حُق لك بعد هذا أن تودع البؤس وتستقبل الفرص..وتقول انا لها ... لن أقف هكذا مستسلما ..ولن اكون باكيا ..سأخطو خطوتي الأولى التي لطالما تراجعت عنها خوفا ..لكن بإصرار وتوكل خطوتها بكل شجاعة ..توقفت عن كوني شخصا شاكيا .الى شخصٍ تحرك وتقدم وبدأ يعمل ..تسلقت ذلك السّلم الطويل الذي لطالما كُنت أسقط منه واقف عليه من جديد لأرقى وأرتقي ..
مَا دُمتَ حيَّاَ
لا تكتب على نفسك الفناء وتستلم وتقول هكذا انا لم يفز معي قطار الحظ ..
الحظ أنت من تصنعه ..والألم أنت من تحطمه قف بوجه الهم وتحداه ... واعلم ان العثرات هي سبيل النجاح وهي المدرسة العظمى لتتعلم منها كيف تخرج من هذه الحياة على طريقة صحيحة ومثلى ...
مَا دُمتَ حيَّاَ
ابدأ من جديد بأي عمر كنت ..حقق حلمك المستحيل ..غيّر زوايا البؤس التي كنت تعيش عليها ..لاتستعجل النتائج فمجرد أن يمر يومك وقد كسبت راحة بالك فأنت نجحت..
مَا دُمتَ حيَّاَ
لا تعش دور الضحية ..ولاتفكر بالحزن كثيرا فكر بالحياة والنعيم الذي انت به ..
إصنع فكرك ونفسك وانشغل بذاتك وتحدث بإيجايبة ونجاح وكأنك وصلت لها ...
واخيرا ..ها أنت تعيش الى هذه اللحظة قرر الإستمتاع بها .قرر السعادة على نفسك واعلم أنك تستحق ان تعيش عيشا راقيا يليق بك وبإنسانيتك.