امرأة في زمن الخيانة
بقلم الكاتبة / شيم محمد*
تبكي وتبكي الليالي السوداء معها.
وكأنها واقفةٌ على خشبة المسرح.
أصبحت حياتها بلا بداية ونهاية.
وعند كُل سنة تمضي يطلبُ مُخرج الحياة بِإعادة سيناريو حياتها المؤلمة وحينها تقوم بتقمص دور واحد فقط وهو
دور العمياء ..!!
نعم العمياء ..
لِتتجاهل ماهو سيء أمامها لا تريد أن ترى شيئاً مؤلماً ولا تريد سماع الأحزان فهي لم تخلق لِتعيش بِتلك الدوامةِ القاسيةً ولم تخلق لِتحمل أخطائهم لم تتمنى الشيء الصعب ولم تتمنى الشجرة التي أغرت أبونا أدم ولم تتمنى بأن تكون بأعين الناظرين جميلةٌ كجمال يوسف
تمنت الشيء البسيط تمنت السلام من عثراتِ الحياة تمنت الوفاء ولكن !!
خلقت الخيانة والغدر عندما دفن قابيل أخاهُ هابيل..
تمنت العشق كعشق نبينا محمد لِأمنا خديجة ولكن مات العشق مع دفنهم تحتِ التُراب ، فأنتشر العشق المُتجرد من الوفاء والصدق وأصبحَ عشقا رخيصا عشق الجسد عشق تعدد العلاقات المحرمة تحت مسمى العشق الرخيص.
تمنت رجُلاً مثل علي بن أبي طالب ولكن دفنت معه رجولته ولم تعد تراهم إلا بِأحلامها
لماذا تلُومها الأنفس اللعينة وتنعتُها بالغرور !!؟
هي ليست مغرورةٌ بل حزينةٌ
لأنها تمنت لو خُلقت بزمن نبينا محمد زمن فيه الصدق والوفاء والرجولة..
هي حزينة
لأنها خُلقت بزمن الذكور ، والغدر ، والخيانة، فأصبحت عمياء، وانطفأت شمعتها التي كانت تُنير بِها دربها ..!!
وكانت تتمنى أن تبقى مُشتعلةٌ لِتحْظى بالقليل من الحظ
ولكن
سبقت الدمعة الحظ وانطفأت الشمعة وبقيَت هي والليلُ ودمعتها تُعاني