سياسة أنام ملء جفوني..!
بقلم الأستاذ / خالد حمد العبيد*
أعجبني ما قاله إمبراطور الشعر المتنبي فيما قال من أبيات كثيرة تكتب بماء الذهب ومنها:
أنام ملئ جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم
لله درك يا أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي لقد كنت ظاهرة إعلامية برزت في وقت لم يكن الإعلام قد خلق بوسائله الحديثة..!!
المتنبي يقول القصيدة ويرميها على طاولة النقاش فيأتي من يأتي من القوم ويفسر ماقاله المتنبي حيث شاء وكيفما شاء والمتنبي راقد في فراشه الوثير الأثير ولم يهتم إطلاقا بما فسره الخلق مهما كان تفسيرهم ومهما كانت توجهاتهم ومذاهبهم .
تمنيت لو كان المتنبي في وقتنا أو كنا نحن في وقته لا الأفضل أن يكون المتنبي معنا في وقتنا ولسنا معه في وقته لكي يثري برنامج (( الاتجاه المعاكس )) للدكتور الثرثار فيصل قاسم على قناة الخنزيرة صدقوني سيكون المشاهدين بالملايين لهذا البرنامج المضحك..!!
وسيكون الضيوف من ضحايا سياسة (( أنام ملئ جفوني عن شواردها )).
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا معجب حد الثمالة بالشاعر نزار قباني لا يعنيني ماقاله في بعض قصائده والتي خرج فيها عن حدود البشر.
نزار بالنسبة لي كالمزرعة (( الشمالية)) أجد فيها الزهر والكراث وأقطف من أيهما شئت .
يقول نزار قباني:
أنا كأبي الطيب المتنبي < أنام ملئ جفوني عن شواردها >الذين يحبونني أشكرهم مرة والذين يكرهونني أشكرهم ألف مرة والسبب أن الذين أشبعوني ضربا ولكما وعضا إنما فعلوا ذلك لأنني كسرت شيئا ما في ضمائرهم وأضرمت النار في ثيابهم وأفكارهم وعاداتهم القديمة وربما نزعت ورقة التوت عن أجسادهم العارية الشاحبة وحين رأوا أنفسهم في المرآة صرخوا ..وربما لإني أضاءت شمعة في ليل جاهليتهم وحين فاجأهم النور خافوا لأن نور الحقيقة فضاح..
ا.هـ
لله درك يانزار كم أيقظت في داخلي الف علامة استفهام واستفهام صدقني مهما كان النقد موجه إليك (( نم ملء جفونك )) فأنت نائم نوم قسري وربما أضرمت النار في ثيابهم بحياتك وبعد مماتك..!
عالم الإنترنت عالم افتراضي تنقصه كثير من الأمور كي يكون واقعيا بدرجة 100% .
أن تصارع وتجابه من يكتبون بأسماء مستعارة وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التويتر والفيس بوك وغيرهما في هذا العالم صدقني أن أفضل منتجع لك سيكون مستشفى الأمراض النفسية كونك تناقش المجهول.
من خلال تجربتي الطويلة في عالم الإنترنت أوجه رسالتي لكل مبتدئ في الكتابة واللباقة أن يكون صبورا شكورا دائما.
صبورا على بعض الغامضين المتسترين خلف أسماء مستعارة لاتمس للواقع بصلة وإنما همهم التخريب والتغريب والتجريب.
شكورا على أن أنعم الله عليه نعمة الصراحة والصدق والوضح في عالم حكم بعض البشر على أنفسهم بالخضوع والتخفي والخنوع .
أحبتي القراء في بداية دخولي عالم الإنترنت قبل حوالي عشر سنوات أو يزيد كنت أجهل هذا العالم وأخاف منه كثيرا كونه عالم جديد دخلت إليه كتبت باسم مستعار اشتهر بالمعرف الوهمي نعم الوهمي
(( ضوء ))
ولله الحمد والمنة كنت أكتب وأعلق وأستنقد بأدب وكأني أكتب باسمي الحقيقي لأني أعلم أنه سيأتي يوم أكشف نفسي فيه مهما كنت حريصا ومهما كنت متخذا لنفسي وسائل التخفي بأكملها كنت سأعترف واعترفت وأنا مرفوع الرأس لأني واثق من كتاباتي مهما كانت قديمة أم جديدة.
يثيرني بعض الكتاب المشهورين والذين يدسون أنوفهم في خيوط الشبكة العنكبوتية فيكتبون بأسماء مستعارة عارية من الصحة وينتقدون خلق الله بانتقادات لاذعة عارية من الصحة.
فيما مضى أذكر أن كثير من القراء انتقدني باسمه الصريح أقسم لكم أنني أكن له التقدير والاحترام أما من ينتقدني باسم مستعار فهذا من وجهة نظري إما جبان أو حاقد .
أحبتي الوضوح جميل والصراحة أجمل مهما كانت قاسية قلت فيم قلت:
لازلت أحبو نحو عالم الوضوح لأستنشق غبار الحقيقة..!!
ما أجمل غبار الحقيقة إذا كان صادرا من شخص واضح فالوضوح أكسجين لهذا الغبار.
صدقوني سياسة (( أنام ملئ جفوني عن شواردها )) من أقوى السياسات التي تستحق أن تقنن عالميا.
إذاً..
لننم ملء جفوننا عن شواردها..!