الخلطة السرية للسعادة
بقلم الكاتبة / خلود الجهني*
ماهي السعادة؟ هل تعرفها و تشعر بها؟ هل هي إحساس تسببه نفس التعاملات أم هي إحساس متجدد؟
حينما نسأل أنفسنا أو يسألنا شخص ما هل أنت سعيد ؟
إجاباتنا أحيانًا تكون متذبذبة ومتغيرة في كل مرة نسأل فيها عن سعادتنا.
لأن شعور السعادة يكون خارجًا من أعماق الفرد نفسه في لحظة معينة. فتجدنا حينما نتحدث عنها وعن مفهومها بين بعضنا البعض لا نتفق. لأن البعض منا قد يشعر بأن السعادة في الأموال وأن صرفها على ما يحبه ويهواه هو السعادة، والبعض الآخر يعتقد بأن البقاء برفقة من يحب هو السعادة. ليس هذا فحسب بل تتعدد المواقف وتختلف المشاعر. من هنا أستطيع القول بأن السعادة ملك بالكلية للشخص نفسه و هو وحده القادر على معرفة ما يبهجه. حتما هناك أمور بديهية تشعرنا بالسعادة لكن هناك الكثير من الأمور التي لا يستطيع أحدا معرفتها وتكون بسيطة جدًا وغير مكلفة ؛ لكن تشعر البعض بسعادة غامرة لا مثيل لها.
سمعت قصة قبل عدة أشهر و لما تركته في نفسي من أثر سأذكرها. تقول القصة بأن ملكًا حكم على أبنه الأمير أن لا يعيش الواقع ولا يختلط بعامة الشعب بل أن يكون منذُ نعومة أظفاره بالقصر وبحديقة القصر فقط. عاش الأمير لا يعرف سوى الوجهاء وأصحاب النفوذ، لم يرى في حياته فقير أو جائع لذلك لا يعرف الشعور . وبالرغم من كل ما يملكه الأمير، لم يكن سعيدًا بل على العكس كان حزينًا و شديد الوحدة. في إحدى الليالي قرر الأمير أن يستكشف ما خلف أسوار القصر، استدعى أحد العمال وأخبره بأنه يريد أن يذهب سرًا . وفعلا تسلل الأمير ورفيقه إلى الخارج أثناء الليل. لكن حدثت المفاجآت التي صُعق منها الأمير بسبب أحوال الناس ، فهو لم يكن يعتقد بأن هُناك من ينام على الأرض ومن يأن جوعا وألما ومن يموت لأجل حريته.
عاد الأمير بكومة من الأسئلة التي أنهكته وأثقلت صدره. تحدث إلى والده وأخبره برغبته بأن يعيش كالبقية حُر طليق ، لكن الملك لم يبالي لرغبة ولده ظنًا منه بأنه سيحميه. فقرر الأمير أن يهرب بحثًا عن السعادة. وبالفعل هذا ما حدث ذهب الأمير لكنه لم يجد معنى السعادة بل تاه أكثر.
ما وجده هو أن الفقراء يرون السعادة في المال والشبع وإن الأغنياء مهما كانوا أغنياء يفتقدون مثله السعادة لأن هنالك أشياء ربما لا تُعطى بمال وإنما باهتمام تجعلك تطير من السعادة.
يجب أن ندرك بأن السعادة ربما تكون في حضن حبيب أو صوت صديق .
وقد تكون السعادة في عقد زواج أو حصول على وظيفة.
شعورنا بالسعادة يختلف من شخص لآخر ولا يمكن أن نحصر مشاعرنا في أشياء محددة.
حافظ على سعادتك مهما حدثت لك من أمور سيئة ، فمن الطبيعي أن نشعر بأيام مرهقة ومتعبة، لكن حاول دائمًا أن تكون أقوى من كل ضيق وحزن يتملكك. لا تعطِ لنفسك الفرصة لتكون أضعف من سعادتك. حاول أن تحارب قسوة الحياة بابتسامتك المشرقة وتذكر بأن السعادة شعور وسهل جدًا أن تشعر به فقط قم بفعل ما تحبه أنت وليس ما يحبه الآخرين فهذه هي البداية والركيزة الأولى التي ستفتح لك أبواب السعادة.
حرر نفسك من تلك القيود التي تقول بأن السعادة صعبة المنال هي أسهل من ما تتخيل فقط قم بالبحث عنها بداخلك وستشعر بها .