صخب
بقلم الكاتبة / سعاد العتيبي *
وكأنني أسقط من علو شاهق
دوامة تبتلعني .. فقدت السيطرة لا أستطيع الخروج ..
انظر للمرآة لا تبدو هذه الملامح غريبة
من أنا ؟
ما الذي رمى بي إلى هنا ؟
حقاً لم أعد أعرفني ..
.
صخب في الخارج يقطع سلسلة تساؤلاتي ..
استرق النظر من ثقب الجدار
هنا يوجد الكثير من المخلوقات , كالبشر
نعم إنهم شبيهون جداً البشر
أقدامهم , أيديهم , وجوههم ,
لكن ما هذا ..؟
كيف يمتلكون كل هذا الكم الهائل من الوجوه ؟
.
أهرع بسرعة للمرآة
باحثة عن وجهي الآخر
لماذا لا أمتلك ؟
هل أنا نكرة ؟
.
أحاول الصراخ
أختنق , لقد فقدت صوتي
لا أحد بإمكانه الاستماع
.
لقد حل الظلام
لابد أن أخرج من هنا
لا يوجد منفذ عدا هذا الثقب
أتقدم بخطوات متثاقلة
.
في الأمام مجموعة من السيدات ضحكاتهن تعلو المكان
يتبادلن الأحضان
ربما هن خلاصي
لكن لماذا أجسادهن ملطخة بالدماء
ما الذي يحدث
أتوقف عن التقدم وأراقبهن عن كثب
كيف يتبادلن الأحضان والطعنات في آن واحد
الأمر مربك لماذا يضحكن بصخب رغم هذا الألم
.
.
أعود للخلف متراجعة لا يمكنني التقدم نحوهن
أتفقد جسدي ربما احتضنتي إحداهن دون أن أشعر ..
ما الذي يجري حقاً ؟
هل أنا بالجحيم ..
.
.
أحاول إغماض عيناي بشدة
لا أرغب بالنظر لكل هذا الخراب
لكن لا جدوى لم يعد بإمكاني إغلاقهما ..
.
.
أشتت النظر لمكان آخر
أهرب
يبتلعني الظلام
أجدني في وسط اصطفاف طويل
إلى أين يأخذني هذا الطريق
إلى أين يتجه الجميع بانقياد
أحاول أن أتجاوز الصفوف
ماذا يوجد في الأمام؟
رجل كهل !
الجميع رضخ له بإنذلال
باستسلام
يصفد رقابهم ..!
دون أي مقاومه
إلى أين يأخذهم هذا الطريق يا إلاهي !
.
أحاول التراجع دون أن أثير انتباه الآخرين
أحاول أن أكون خفية ..
ربما أنا خفية حقاً
لم ينظر إلي أحد أبداً
إنني أغرق بالظلام
باستسلام ..
لا يوجد أي مخرج لقد علقت هنا .
4 pings