١٨+
بقلم الأستاذ /خالد حمد العبيد
حينما كنا صغارا تمنينا أن نكبر وحينما كبرنا تمنينا لو كنا صغارا..!!
وهذا مطابق لما قاله الشاعرأبو العتاهية شاعر الزهد:
ألا ليت الشباب يعود يوما ** فأخبره بما فعل المشيب
تمنى الشاعر العودة إلى أيام الشباب ولكن هذا ضرب من ضروب الخيال فاليوم الذي ينقضي من عمرك لايعود ولاتكشف صفحته إلا يوم الوقوف بين يدي الله..!!
كلمة يرددها ورددها الكثير من كبار السن:
ياليت الشباب يعود لأفعل وأفعل..!!
وهذا تعليل للنفس وترويح عنها بتذكر أيام الشباب قال الطغرائي:
أعلل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
نعم ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل صدقت ياطغرائي.
من وجهة نظري ونظر الكثير بغض النظر عن مصداقيتها أم لا يظن الكثير أن الشباب يبدأ من سنة الثامنة عشر وهذا من وجهة نظري فيه نوع من المبالغة الغير مبررة فما دون العشرين هو غلام وليس شاب.
أما سمعت وقرأت قوله تعالى في
سورة الاحقاف : (( حتى اذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنه قال ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى انى تبت اليك وانى من المسلمين))
يرى بعض العلماء أن الأشد هو الحلم أي العقل فبعد سن الأربعين تكتمل بوادر الرجولة ويكون هذا السن من العمر (( أرض حرة )) بين الشيخوخة والشباب لك فيها أن تحدد مسارك الديني والدنيوي .
في ظاهرة غريبة انتشرت على مستوى الإنترنت وهي محور موضوعي تدور حول فئة معينة وتظهر غالبا في مواضيع وصور وفيديوهات بجانب العنوان وهي عبارة عن علامة يفهمها الكثير هذه العلامة هي (( 18+ )) وتعني أنه ممنوع مشاهدة هذا المقطع أو الصورة أو المقال لمن تقل أعمارهم عن ثماني عشرة سنة وكأنها دعوة للغلمان سواء من البنات أو الصبيان بفتح ومشاهدة هذا الممنوع لأنه وفي قاموس الكثير (( كل ممنوع مرغوب )) فلو لم تكتب هذه العلامة لما تحمس الشباب والرجال وغيرهم على مشاهدة هذا الشئ وتظهر علامة (( 18+ )) أي لمن فوق الثامنة عشر في عدد من المواضع منها :
1- في مواقع الفيديو وخاصة إذا كان هذا الفيديو يحتوي على مشاهد إباحية مبتذلة تخالف الشرع وهي محرمة أصلا.
2- في بعض الصور أيضا الماجنة والتي تحمل بين طياتها العهر والفساد.
3- أحيانا تكون علامة (( 18+ )) مزحة ثقيلة وتكون على غرار الكاميرا الخفية ويستغلها بعض ضعاف النفوس في الترويج لفكرة معينة أو موقع معين وهذا ضحك على الذقون لايجب أن يحدث.
4- أيضا تتواجد علامة (( 18+ )) في بعض المقالات والتي تحوي أيضا كلاما لايليق بنا كمسلمين بعكس مقالي هذا .
5- في الغالب تكون علامة (( 18+ )) فخ يضعه بعض الهاكرز للإطاحة بضحايهم (( الشفايين )) وسرقت إيميلاتهم وغيرها وهذا هو الغالب لذا يجب الحذر من الوقوع في شراك الهاكرز وتجاهل فتح أي رابط يشتمل على هذه العلامة.
في كل الأحوال تظل علامة (( 18+ )) علامة لجذب ضعاف النفوس وتظل هي رصيد سيئ لكل من يقوم بنشر الرذيلة في المجتمع.
حذاري يا إخوان من نشر الرذيلة
يقول صلى الله عليه وسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عملبها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرهاووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ))
نعم أي مقطع إباحي أو صورة ماجنة تصلك بطريقة أو بأخرى قم بمسحها ولا ترسلها لأي شخص كي لاتقع في المحظور وتصبح آثامك بالمليارات لأن الرذيلة تنتشر بسرعة بعكس الفضيلة والتي تحتاج لزمن لانتشارها.
وإذا وجدت مقطعا مخالفا في عالم الإنترنت توجه للإبلاغ عنه كي تأخذ الأجر ونصرت الدين.
ربما الكثير من الإخوان يحجني ويقول :
لماذا تعنون مقالك بـ (( 18+ ))..؟!!
أقول:
لكي تقرأ هذه الحروف المتواضعة الصادرة من قلب يحب لإخيه المسلم ما يحب لنفسه.
أخيرا استوقفني كثيرا هذا البيت لأبي تمام يقول فيه:
وإِذا أَرادَ الله نَشْرَ فَضيلةٍ
طُويَتْ أَتاحَ لها لسانَ حَسُودِ
لولا اشْتِعالُ النار فيما جاوَرَتْ
ما كانَ يُعْرَفُ طِيبُ عَرفِ العود
نعم أحبتي لولا اشتعال النار ماكنا عرفنا الطيب الكمبودي لذا يجب أن تفوح عطرا في مناصرة دينك وعزته فلا عز لنا إلا بالإسلام .
قال عمر بن الخطاب ((لاعز لنا إلا بالإسلام فإن ابتغينا العزةبغيره أذلنا الله ))