بعد قضية خاشقجي على السعودية مراجعة تحالفاتها و سياستها الاقتصادية
بقلم الكاتب / سلمان الحميدي الشمري
بعد انتهاء قضية مقتل جمال خاشقجي رحمة الله على السعودية اعادة تقييم تحالفاتها و مراجعة مواقفها بشكل جذري ، صحيح ان الخسائر السياسيه في قضية خاشقجي محدوده لكن القضية كشفت ان هناك دول و شركات عالمية و حتى أفراد سعوديين كمشاهير الاعلام و بعض المثقفين قفزوا من السفينة السعودية عند اول معركة إعلامية سياسيه تم شنها على السعودية وعلى ولي العهد تحديداً ، فمن يتركك في معركة محدودة الأثر و التأثير لن يقف معك في الحرب المصيريه و بالتالي فالتمسك بالتحالف و التعاون معه خطأ فادح بل قد يرتقي الى الخطيئة بحق الوطن ، صحيح ان قضية خاشقجي ساهمت بشكل بارز في شد العصب الداخلي للسعودية و كثفت من تماسك الجبهة الداخليه و زادت من إلتفاف الشعب حول القياده و ذلك لوعي الشارع السعودي ان الهدف هو زعزعة الثقه بالقيادة و في ولي العهد تحديداً و ليس حباً في جمال خاشقجي ، و رأينا الوجه الحقيقي لتركيا اردوغان بلا أقنعه فتصريحات رجب طيب اردوغان و جولات وزير خارجيته المحمومه الى عواصم غربيه و محاولته البائسه لدفع مجلس الامن الى تدويل قضية خاشقجي يعكس عداء عميق ضد السعودية ، كما رأينا دول أوروبية مثل ألمانيا تتخندق مع تركيا التي لديها مشاكل متفاقمة مع برلين و رأينا أدوات النظام القطري تعمل بقوة ضد السعودية في محاولة لشيطنتها لأجل شخص واحد تم قتله بدون علم القيادة و القتله الان اما تم تحويلهم الى القضاء او لا يزالون تحت التحقيق ، وبعد زوال الزخم الاعلامي و خفوت العويل و الصياح عبر وسائل إعلامية اطلق عليها ترامب و غيره مسمى ( الاعلام الزائف ) و انجلى غبار المعركة علينا اعادة تقييم علاقاتنا السياسيه و الاقتصادية و الاستراتيجية ، فعلى سبيل المثال الشركات العالمية التي انسحبت من مؤتمر الاستثمار في الرياض لا يمكن ان يكون لها دور في اقتصادنا بعد اليوم و الدول التي اتخذت مواقف داعمة للدجل الاعلامي التركي الذي اغرق الرأي العام العالمي بالتسريبات المضللة لا يمكن اعتبارها دول صديقة ، وفِي ذات السياق هناك دول شقيقة خليجيه و عربية تركت بعض مؤسسات الاعلام و الناشطين السياسيين يشاركون بالهجوم على السعودية دون ردع او حتى لوم و هذه الدول عليها دفع فاتورة هذه المواقف ، و في الجهة الاخرى علينا تثمين مواقف روسيا الاتحادية بقوة لموقفها الرسمي الذي أعلنه بوتين الداعم بشكل قوي جداً للسعودية و قيادتها و العائلة المالكة كلها ، في الخلاصة تسييس تركيا و قطر و المانيا لقضية خاشقجي رحمة الله خدمتنا كثيراً و خرجت منها السعودية أقوى بل من كان يحاول ان يضع السعودية عبر قضية خاشقجي تحت الضغط اصبح هو تحت الضغط و سيواجه ضغط اكبر مستقبلاً ، و سنرى كيف يتودد الالمان و الكنديين و الاتراك بالذات الى ولي العهد في قمة العشرين التي ستنعقد في الارجنتين ، اصبح الجميع الان يعلم بشكل يقيني ان السعودية أقوى بكثير مما كانوا يعتقدون وان محاولات النيل منها خاسرة لا محاله بل نتائجها عكسيه عليهم ، فالاقتصاد مزدهر و النظره المستقبليه له إيجابية و التصنيف العالمي له ارتفع و العالم يعتمد على السعودية بشكل أساسي لضمان استقرار سعر النفط ، و كبريات الشركات العالمية تحاول الحصول على فرص الاستثمار في السعودية المنطلقة بقوة و ثبات الى تطوير اقتصادها عبر رؤية 2030 ، حلفاؤنا اصبحوا اكثر دعماً لنا و ابرزهم الامارات العربية و روسيا و الادارة الامريكية الحاليه ، لم تنخفض عملتنا و لم يتزعزع امننا و لم تهتز ثقتنا بوطننا ، مشاريعنا تسير حسب المخطط و قائدنا خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده يفتتحون مشاريع جديدة في كل أنحاء الوطن ، بينما من يهاجمنا اقتصادهم يترنح و تحت ضغط دائم سياسياً و دائماً في حالة الدفاع لانهم يواجهون اتهامات بالفساد و قمع شعوبهم و اعتقال عشرات الآلاف بذرائع واهيه مثل تركيا و ايران ، بإختصار نحن انتصرنا في المعركة و هم سيواجهون تبعات خسارتهم .
( اللهم أدم علينا نعمة الامن و احفظ قيادتنا و خذ بأيديهم الى كل خير لخدمة الدين و الوطن ).