معاناتنا مع السمك..!
بقلم الأستاذ / خالد حمد العبيد*
في ذلك المحيط الزاخر بأنواع الأحياء المائية من مرجان وطحالب وأصداف وأسماك ..
في تلك اللمة السوداء والتي لاتكاد ترى ما بداخلها تقطن مخلوقات مختلفة الأشكال بعضها خلق قبل الإنسان بملايين السنين.
في ذلك المحيط الهادئ العمق المتلاطم الأمواج مثله مثلي في بعض الأحيان وخاصة في تعاملي مع طلابي
حيث أهيج وأظهر الزعل والاضطراب وأنا في داخلي هدوء وسكينة كوني أتحدث مع من أريد لهم أن يكونوا.
في ذلك المحيط تعيش سمكة مميزة ذات ألوان براقة جذابة وكانت تلفت الأنظار بتمخترها السمكي العجيب فهي الأجمل
والأفضل والأمثل..
كانت على قدر كبير من الإغراء وخاصة في حركاتها البهلوانية الساحرة وكان أغلب السمك من نفس ذات جنسها
مابين عدو وصديق لهذه السمكة الجميلة .
لم تستطع أي سمكة أن تصل إلى ماوصلت إليه فهي من أعرق فصائل السمك.
كان هناك سمكة أخرى غريبة لاتربطها بسمكتنا الجميلة أي علاقة كانت تلك السمكة العدو رغم أنها من نفس سلالة
سمكتنا الجميلة إلا أنها تمتلك في داخلها (( قرش غدار )) تكره الخير للسمك.
كانت تبدي الابتسامة لسمكتنا الجميلة حتى كونت علاقة معها استمرت أيام وشهور وجاءت ساعة الصفر حينما اتفقت مع
الأخطبوط للإطاحة بسمكتنا الجميلة أو إعاقتها إعاقة دائمة على أقل تقدير.
اتفقت هي والأخطبوط الشرس وحددا المكان والزمان واصطحبت سمكتنا الجميلة والتي وقعت ضحية ثقتها بتلك السمكة العدو ولكن بقدرة قادر وكون سمكتنا الجميلة تحب الخير للسمك ككل استطاعت الإفلات من بين مجسات الإخطبوط الثمانية فلم تسعفه قلوبه الثلاث في الإطاحة بالسمكة الجميلة ولم يغريها بنعومة ملمسه.
عاشت سمكتنا الجميلة بعد القصة بحالة سمكية سيئة كون المجتمع السمكي ظلمها فأصبحت لاتثق حتى بأمها .
مسكينة رغم جمالها الأخاذ وتميزها اللامحدود إلا أنهما كانا نقمتين عليها .
كانت تلك القصة مقدمة بسيطة لما سأكتبه لاحقا حول السمك ومعاناتنا معه نحن من لانعيش بالقرب من الشواطئ ولسنا بساحليين.
في أحد محلات السمك تكرر دخول أكثر من شخص وكلهم نفس سؤالي لعامل السمك (( السماك )):
هيه صديق وش أحسن سمك..؟!! أمممم أبي اللي مافيه شوك..؟!!
فيرد بجواب كرره على عدد من الزبائن:
فيه كنعد وهامور وزبيدي كويتي هذا كويس مافيه شوك..!!
وتكون ردة الفعل لدى الزبون :
عطنا كيلوين أو أكثر أو أقل من الأنواع الثلاثة...!!!
أذكر أن أحد الأصدقاء الشرقاويين والذي يعيش على ضفاف خليجنا العربي لديه خبرة كبيرة في السمك ويعرف الجديد من القديم
وذلك بالضغط على السمكة فإن بقي لها أثر فإن السمكة قديمة وإن كان جسد السمكة مشدود فاعلم راعني الله وإياك أن السمكة جديدة وكان يحدق بعين السمكة لم أعره أي اهتمام لإني على ثقة أنه لايستطيع أن (( يجس )) الخروف.
لاتنتهي معاناتنا مع السمك واختيار الأفضل عند محل السمك بل تستمر بطريقة الطبخ وصرخات (( بعض أفراد العائلة)) والذين لايحبون رائحة السمك.
لا أدري سر كره الأغلبية للسمك ورائحته وهذا عكس سلبيا على صحتهم فأغلب أو دعني أقول إن من بين عشرة في المناطق الغير ساحلية وخاصة النساء تجد حالة واحدة مصابة بنشاط أو خمول مفرطين في إفراز الغدة الدرقية وذلك بسبب نقص اليود لديهن والسمك كما تعلمون غني باليود.
غالبا مايردد من لايحب رائ:
يع مانبي بيتنا يصير تقل ريح شقة إجانب مليان ثووووم ياحيي اطبخه بمطعم..!!!
هذا في حالة كانت الزوجة تكره السمك أما إن كانت تحب السمك وتستسيغ أكله تجد الصرخات على مائدة الغداء السمكية :
ياوليدي انتبهوا من الشوك..!!
وتقوم الأم باختيار اللحم السمكي لأولادها الصغار بعناية بحيث يكون خالي من الشوك _ طيب البسوا نعول..!!
في اليوم الذي يكون فيه الغداء في البيت الحائلي (( سمك )) تجد حالة الاستنفار القصوى والصرخات المتكررة
(( انتبهوا من الشوك )) وكأننا في صحراء وليس على مائدة غداء...!!
أستطيع أن أسمي ذلك اليوم بالمعاناة الحقيقة والتي تجلب حالة التوتر في أفراد الأسرة حتى بعد الأكل فإن الشيطان حريص وغالبا ما يوسوس الشخص أن
شوكة سمك اعترضت في حلقه فتجد (( النحنة )) صديقته في ذلك اليوم إلى أن ينسى أنه تغدى سمكا..!!
بالفعل نحن نجهل كثيرا أسرار السمك وخاصة فوائده الصحية ومنها:
1- السمك غني جدا بالفيتامينات والبروتينات التي تساعد على تقوية الذاكرة وتنمية الذكاء لدي الأطفال لذا لابد من تحديد يوم في الإسبوع لتناول معاناة عفوا
وجبة سمك على أقل تقدير.
2- السمك يتميز باحتوائه على اليود والذي كما أسلفت له دور في تنظيم إفراز الغدة الدرقية .
3- الزيت الذي يقلى به السمك تناوله في الصباح الباكر وقبل الإفطار يساعد في تخفيف الوزن لإن السمنة انتشرت في مجتمعنا.
4- حراشف السمك تدخل في صناعة الملفات الخضراء كوننا أكثر شعب يستعمل هذه الملفات .
عذرا فالفائدتين ((3,4 )) مزحتان أردت أن أختم بهما مقالي.