لماذا محمد بن سلمان ؟
بقلم الكاتب / سلمان الحميدي الشمري*
التخوين مباشر و ضمني ، التسفيه مباشر و ضمني ، التكفير مباشر و ضمني ، هذه اركان نظرية الرفض و الممانعة و الهدم التي يعتمدها تنظيم الاخوان المسلمين ضد كل خصومه منذ زمن سيد قطب و حسن البنا الى هذه اللحظة .
وعندما نحلل كل الحملات الإعلامية التي قامت بها تركيا و قطر و الاعلام الامريكي و الكندي المرتبط باليسار المتطرف ( الليبراليون ) و الاعلام الانجليزي و بعض الصحف الغربية التي لها ارتباطات اما ماليه مع قطر او ايديولوجية مع تيار الاخوان المسلمين او اليمين المتطرف في اوروبا الذي يحارب المهاجرين و يناصب الاسلام العداء حتى قبل ان يولد الامير محمد بن سلمان بسنوات سنجد ان تلك الحملات ترتكز اما على نظرية الرفض والممانعه والهدم او على عداء للإسلام والمسلمين ومحاولات ربط الاسلام بالارهاب او انها تهدف الى تدمير الدول الاسلامية و إعطاء دور القيادة إقليمياً لدول نظامها قائم على العداء للأغلبية الاسلامية كنظام ايران المتطرف الصفوي او نظام علماني له تاريخ استعماري و عقيدة صوفية قبوريه كالنظام التركي .
لهذا كان استهداف الامير محمد بن سلمان لانه القائد القوي الشاب الذي يسعى لدفع بلاده لإستغلال 90% من قوتها الغير مستغله واذا نجح ( و سينجح بإذن الله ) ستتحول بلده الى قوة هائلة جداً في النظام العالمي ، هي حالياً رقم صعب جداً عالمياً و قوة ساحقة إقليمياً وهي تستغل فقط 10% من قدرتها .
يستهدفون السعودية كدوله و شعب بشخص ولي العهد الذي تساءل يوما هل من الطبيعي والمعقول ان بلد هو قبلة المسلمين و ارض الرساله وفيه اهم مدينتين مقدستين لا يوجد به ( متحف للتاريخ الاسلامي ؟) ، هذا السؤال يعطيك فكره عن كيفية تفكير هذا الرجل .
اطلاق التعدين و الطاقة النظيفة و السياحة و توطين الصناعات العسكرية و تمكين شباب و شابات الوطن في القطاع الخاص و التجارة و المشاريع الصغيره و دعم المبادرات العلمية و تحويل بلد ضخم كالسعودية الى ورشة عمل عملاقة يرعب الاقزام الذين يستميتون بإيجاد دور قيادي لهم و الذي يدركون انه لن يتحقق الا بعرقلة الانطلاقة السعودية .
و يستميت المرضى الأيديولوجيين في ايران و تركيا بشيطنة السعودية لحقدهم التاريخي على العرب و أيضاً ليقينهم ان حلم تزعمهم للعالم الاسلامي الذي سيوصلهم الى ان يكونوا رقماً عالمياً مهماً لن يتحقق اذا أصبحت الرياض أقوى و اكثر ازدهاراً بينما اليسار الليبرالي في امريكا الشمالية و اليمين المتطرف في اوروبا يدركون ان مشروع اعادة تشكيل الشرق الاوسط ستدمره الرياض ( وقد دمرته فعلياً في عهد باراك اوباما باستعادة مصر و حماية البحرين و توشك ان تنتهي من اليمن ) كما ان أدوات هذه المجاميع مثل الاخوان المفلسين و القومجيه و اتباع طهران و بعض الليبرالين بات دورهم شبه معدوم الا إعلامياً عبر الجزيره و رويترز و واشنطن بوست و بعض الصحف الأوروبية التي أصبحت محل سخرية المتابعين و الجمهور .
المعركة مستمرة لكن تغيرت قواعدها بشكل جذري فبعد قمع اهم عناصرها وهو ايران التي كانت شكل رأس الحربة في هجومهم علينا انقلب حالهم من الهجوم الى الدفاع و السبب هو القيادة السعودية الصارمة جداً و التي لم يتعودوها من الرياض منذ عهد الملك فيصل ، قد تكون الأحداث قابله للتفاوض في عهد الملك عبدالله رحمه الله لكن في اخر عهده اظهر لهم قوة ساحقة جداً لعل اهم مظاهرها كان عدم استقباله للرئيس الامريكي في مطار الرياض بل ارسل له طائره مروحية لتحضره الى مزرعته في روضة خريم كرسالة الى اوباما ان الرياض لا تمزح بشأن مصر و البحرين وقد وصلت الرساله لواشنطن و غيرها بوضوح تام .
ان المتتبع للأحداث السياسيه التي تكون السعودية طرفاً بها سيلاحظ صبر القيادة السعودية الطويل جداً على الاساءات و الهجوم الاعلامي لكن سيلاحظ اكثر كيف تغير النتائج كما تريد .
لقد صبرت الرياض طويلاً على ممارسات تركيا ضدها و اعتقد اننا سنرى انقلاباً في التعاطي مع انقره قريباً جداً و اذا لم يبادر اردوغان الى تقويم سلوكه سيكون عليه مواجهة إجراءات الرياض ضده ولا أظن انه سيتحمل نتائجها على تركيا اقتصادياً و سياسياً .
وقد يتساءل البعض عن صمت السعودية عن قطر التي ملأت الفضاء الاعلامي عويلاً على السعودية ، جوابي هو التالي قطر تعيش هاجس زيادة خنقها اقتصادياً و يرعبها اقتراب السعودية من اطلاق انتاج الغاز الطبيعي ، و عليه اعتقد شخصياً ان هناك انبطاح قطري وشيك لتفادي الأسوأ الذي بات حدوثه شبه مؤكد ، اي ان الدوحة ترقص رقصة الموت و سنرى تحركات لوزير خارجيتها الى الكويت و روسيا لمحاولة ايجاد حل لمشكلة مقاطعتهم ، لكن ستفشل فبدون رضوخ الدوحة لشروط الرباعية بشكل حرفي لا صلح ، و ستستمر مقاطعة قطر سنوات قادمة الا اذا أصبحت قيادة الدوحة عاقله بشكل فجائي .
الخلاصة :
نحن نشهد ولادة الدوله السعودية الرابعة وهي دولة ضخمه جداً بقيادة ولي العهد و دعم الملك و الشعب له ، معركة انتهت او تكاد لكن حربنا لبناء وطننا لا تزال في بدايتها فادعموها بقوة و بدون كلل .
( اللهم احفظ بلادنا و ادم عليها نعمتك و اللهم احفظ ولاة امورنا و خذ بأيديهم لما تحب و ترضى ).