حجايا قديمة الجزء الأول
بقلم الأستاذ /خالد حمد العبيد
كثيرا مانمنا في طفولتنا على (( الحجايا )) أي الحكايات والقصص...
كنا نجتمع صغارا أمام القاص (( كبير في السن )) أولاد وبنات أنا ابن خالي ابن خالتي ابن عمي نستمع إلى (( الحجاة ))
فمنا من يترنح ويغلبه النعاس ثم يسقط مغشيا عليه ليسبح في عالم أحلامه الصغيرة...
التي لا تتعدى البيت الذي هو ساكن فيه...
ننام على قصص وروايات سئمنا من تكرارها ولكن بما أن قلوبنا طاهرة لم نعلم بأننا سئمنا..!!
قلت في قصيدة لي عن الطفولة وهذين البيتين أوردهما لكم من قصيدتي:
الطفولة قلب طاهر ماعـرف دنيا وديــــونه ** كل هــَم الطفل كـــــــــــورة فوق درج(ن) ما ينـــــــــوله
الطفولة ماعرفنا ناس تكذب والوعد دايم تخونه ** ماعرفنا من الخلايق غير أم(ن) فرحتك لاشفت زوله
وقلت في آخرها:
الطفولة الطفولة آآآآآآآآآآآه يازين الطفولة...!!
إخواني لقد سمعنا عن شخصيات عرفناها في طفولتنا وما يحضرني منها الآن سأورده لكم
الشخصة الأولى :
كان أهلنا يخرعوننا (( لغير الناطقين بلغة الشمال: يخوفننا..!!! ))بهذه الشخصية..
(( أعتقد أن يخرعوننا أصدق في التعبير عن الخرعة من كلمة يخوفوننا ))
المهم أن الواحد لا طلع عن إطار البر والطاعة واتجه إلى إطار معصية الأم والأم بالذات
فإنها تخوفنا بإيراد اسم شخصية تخوووف
ونرجع على طول إلى إطار البر وحتى لو أرادت النوم لنمنا رغما عن أنوفنا....!!
كنت أخرج عاصي من البيت فحينما تتسارع خطاي متجها (( لكيلون )) الباب أريد فتحته تقول أمي:
(( ياويلك يجيك السعلواني وياكلك ))
أنا لو بتفكيري الآن كان أقول (( ماما ياكلني بكيتشاب ولا بدون مايونيز هههاي ))...!!
وأقسم بالله أخاف وترتعد فرائصي وأرجع وأكون تحت السيطرة بمجرد سماعي لاسم (( السعلواني ))..!!
بصراحة كنت أتخيل شكل السعلواني....
مثل (( نعمان اللي بافتح ياسمسم كان تذكرونه...!! ))((لا أحد يقول ليه؟!))
وأنت عزيزي القاريء ماذا كنت تتخيل شكل السعلواني ؟؟
**
**
**
الشخصية الثانية :
وهي شخصية وديعة وحنونة نحبها كثيرا رغم أنها غدرت بنا كثيرا ولكننا نمنا على أمل أن تحضر لنا الماء هذه الشخصية هي (( الغزيل )) ويأتي دور هذه الشخصية في مسلسل حياتنا بالسقاء وهو من يجلب الماء..!!
أذكر في صغري وأنا في الفراش وبصوت منخفض لا يسمعه إلا سابع جار : يمممممممممه أبي ماء,,,!!!
وتكون الإجابة التي تعودنا عليها كثيرا: ياوليدي نم يجيك الغزيل معه قربته ويسقيك من الماء..!!
وكانوا يرددون كلمات لاتحضرني وهي بما معناها: ياغزيل أسق الوغيد ترووه ذبحوه الهفاء...!!!
فننام على أمل اللقاء بالغزيل الخائن..!!
كنت أتخيل شكل (( الغزيل )) بشكل الغزال العادي ..!!
تقولون ليش ؟؟ أقول : ما أدري كذا..!!
أكرر سؤالي كيف كنت تتخيل شكل الغزيل..؟!!
**
**
**
الشخصية الثالثة :
هي (( تريترا )) وهي العجوز الشمطاء آكلة لحوم البشر ومصاصة الدماء (( دراكولا على غفلة )).!!
التي طالما التفتنا يمينا ويسارا حينما كانت الحجاة (( الحكاية )) تروى لنا
حتى أنه أصبحت مثلا يقال في المماطلة بالأمر (( حزيمات تريترا )) وكثيرا ماتردد هذا المثل في بعض الدوائر الحكومية...!!
وتريترا أو (( هريهرا )) في رواية ضعيفة...!!
عجوز قامت باستدراج ثلاث بنات إلى بيتها المكون من جلد وعظام وجماجم إنسانية واستدرجت هذه البنات بدعوى
حضور زواج ابنها اسماعيل...!!
فكانت كل مرة حينما تسألها البنات: وين بيتك؟؟ تقول لهن : ورا هالحزيم يما عدة بهن كم حزم..!!
(( البقية في الحلقة القادمة لعدم التفرغ..!!))
بصراحة لا أتذكر الحكاية جيداً ولكني كنت أتخيل شكل تريترا مثل العجوز الخضراء التي تطير في مكنسة بأفلام الكرتون..
وأنت ماذا كنت تتخيل شكل تريترا؟!
**
**
**
....
أسئلة تطرح نفسها:
هل هذه الشخصيات حقيقة أم خيال...؟؟
وهل تعدت مستوى مجتمعنا في الشمال لتصل إلى مناطق المملكة...؟؟!!
وهل تصلح لإن تقال وتحكى لإبناء هذا العصر ..؟!!
(( نخوفهم بالسعلواني ونمنيهم بالغزيل ونروعهم بتريترا..!!))
أنتظر تعليقاتكم،،،
2 pings