المحكمة هل هي عار أم عدل؟
بقلم الكاتبة/ ماريا يوسف العاشور
إن مجتمعنا مازال البعض منه ينظر للمرأة التي تدخل إلى المحكمة وتطالب بحقوقها من الظلم الذي ذاقته والألم بنظرة احتقار واستصغار وأنها متمردة، وللأسف فقد لا يكون المجتمع فقط بل حتى عائلتها يرون أنها منبوذة وقد تكون بنظرهم قد جلبت لهم العار بدخولها المحكمة وطلبها الطلاق أو مطالبتها بحقوقها المالية من إرث أو مؤخر صداق وغيره، فالأفضل لديهم ان لا تدخل إلى المحاكم وتطالب بحقوقها بل تكتفي بالصبر والسكوت عما يجري لها.
و إن الدين الإسلامي كرم المرأة وصانها وحفظ لها كامل حريتها وكرامتها، ومنها المطالبة بحقوقها إن تم سلبها منها ، وبهذا حثت وزارة العدل وبينت للمرأة أحقيتها في المطالبة بحقوقها ودخولها المحاكم، فإن كانت قد ظلمت من زوجها بالضرب أو كان سيء الأخلاق فيمكنها الطلاق منه بالخلع أو فسخ النكاح حتى لا تبقى في الظلم ويتأثر بذلك أولادها وتربيهم بشكل سليم، لأن تربية الأبناء في ظل بيئة مليئة بالعنف وتوتر العلاقة الزوجية بين الزوجين ينشأ جيل متمرد أو جيل صاحب شخصية ضعيفة، وإن كانت قد عضلت من أحد أفراد عائلتها (والدها أو أخيها) فيمكن لها المطالبة في المحكمة ويتم تزويجها عن طريق القاضي، وقد بينت وزارة العدل منع إجبار المرأة على الزواج ممن لا تريده.
وأيضاً أوضحت وزارة العدل أن من حقوق المرأة إعطائها لحقها في الورث والتركة وأن عدم المطالبة لحقها لا يعني سقوطه وبهذا يمكن لمن تم إقصائها من الورث بكونها امرأة أن تطالب بحقها في الورث بدعوى ترفعها للمحكمة.
إذاً فإن المحكمة ليست عار على من تدخلها من النساء وإنما رحمه لمن عاشت حياتها في ظلم وخوف وسلب حقوقها.
3 pings