ترامب لن يستطيع ان يواجه الحزب الجمهوري
بقلم الكاتب / سلمان الحميدي الشمري
الولايات المتحدة هو اكبر مشتري الأسلحة من شركات السلاح الامريكية و عدم دخولها في حرب ( اي حرب و تحت اي ذريعه ) يعني ان هذه الشركات ستواجه مشاكل ماليه خطيره .
كل عشرة أعوام او اثنا عشر عام تدخل الولايات المتحده بقيادة رئيس جمهوري حرب ما . فمنذ ان قاد ويليام هوارد تافت الرئيس الامريكي الجمهوري بلاده الى الدخول في الحرب العالمية الاولى الى اخر رئيس جمهوري هو جورج وولكر بوش ( او بوش الابن ) فالولايات المتحدة تخوض الحروب تحت قيادة رئيس جمهوري .
وسحب ترامب للقوات الامريكية ( اعلان السحب على الاقل) من سوريا و افغانستان لن يكون مقبولاً من حزبه و لا الشركات التي تدعم الجمهوريين و بالتالي سيصطدم ترامب مع حزبه وهذا لن يكون له اي نتائج ايجابيه أبداً عليه و على الحزب بالوقت نفسه امام الناخب الامريكي .
والمرجح ان ينصاع ترامب لضغط لوبي مصنعي السلاح و هو ضغط هائل على اي رئيس امريكي ، فالتلويح بوقف صفقات السلاح الملياريه للسعوديه ( او تعطيلها على الاقل ) لن يكون أمراً مقبولاً لصانعي السلاح و خروج الولايات المتحدة من ساحات الحروب و انكفاؤها داخلياً هو بمثابة كارثه اقتصادية لهم و سيكون لهذا اثر مدمر على الرئيس ترامب ( وهذا بالذات ما يستغله ليندسي غراهام المدعوم من قطر ) ضد ترامب وغراهام سنراه يخوض معركة انتخابيه ضد ترامب في الانتخابات الرئاسيه المقبله .
وهناك لوبي اخر لا يقل ضخامه و قوة من لوبي صانعي السلاح الأمريكيين و هو لوبي شركات النفط المرتبط أيضاً بالحزب الجمهوري حيث تدني اسعار النفط لمدة طويله امر بالغ الضرر عليهم .
ترامب سيجد نفسه مضطراً للخضوع لهذا الضغط ، و استقالة وزير الدفاع الامريكي ( ماتيس ) او كما كانوا يطلقون عليه في وزارة الدفاع ( الكلب المجنون ) فهذا الجنرال المخضرم لم يقبل بمنصب وزارة الدفاع الا لإعتقاده انه سيقود حرباً ضد احد جهتين ( ايران او كوريا الشمالية ) وقد شكل اعلان ترامب سحب القوات الامريكية من سوريا و خفضها في افغانستان صدمه لديه فقدم استقالته بعد اعلان ترامب مباشره وما كتبه في خطاب استقالته يعكس تذمره الشديد من سياسة ترامب و اثرها السلبي بل الكارثي ضد حلفاء الولايات المتحدة و على دورها كدولة مهيمنه على العالم عسكرياً و اقتصادياً .
استقالة ماتيس سيكون لها اثر بالغ الضرر على ترامب اذا استمر بتنفيذ سياسته بعدم خوض حرب حيث ان الجمهوريين سينقلبون على رئيسهم و الضغط عليه بعنف .
الخلاصة ( ترامب استطاع ان يحاصر الديموقراطيين إعلامياً و سياسياً بشكل فاعل لكنه لن يستطيع الصمود امام ضغط الحزب الجمهوري ان استمر بسياسة اللاحرب و الضغط لخفض سعر البرميل ).
اللهم إحفظ بلادنا و أعزها و إحفظ ولاة امورنا و انصرهم و خذ بأيديهم الى ما تحب وترضى .