عقوق الآباء للأبناء!
بقلم الكاتبة / جهاد احمد المسعود
ربما يكون طرحا جديدا أن نتحدث عن عقوق الآباء والأمهات لأولادهم، وذلك انطلاقا من مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم، والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته.
ونحن في حاجة إلى الغوص في حالات المجتمع حتى تتكون لنا صورة قريبة إلى الصورة الشاملة لهذه الظاهرة.
ومن أهم صور عقوق الآباء للأبناء:
التفرقة في المعاملة: فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهذا بدوره يولد حقدا وكرها من الابن للأم والأب والإخوة.
طبيعة التعامل مع الأبناء: يقوم بعض الآباء بالتضييق والتشدد في بعض الأمور الدينية على أبنائهم من باب الحرص والخوف, ولكن هذا التشدد قد يدفع بالأبناء للخروج عن جادة الصواب وربما وصل الأمر إلى الانحراف والبعد عن تعاليم الدين الإسلامي، فعلى الآباء أن يدركوا طبيعة المرحلة العمرية التي يعيشها الأبناء ومدى اختلاف الأجيال في طريقة تفكيرهم.
الاستبداد في الرأي: خصوصا في الأمور التي تتعلق بمستقبل الأبناء كإجبار الفتاة على الزواج من شخص لا ترضاه، اختيار التخصص الذي سيدرسونه في الجامعة،أو طبيعة عملهم، كل ذلك نوع من الاستبداد المرفوض الذي يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء.
الاهتمام بالطعام والشراب على حساب التربية: إذ إنّ إهمال تربية الأولاد بحجة الانشغال بجمع الأموال؛ لتحسين حياتهم يعتبر من العقوق، فالتربية أهمّ من الحرص على جمع المال.
أخيرا: العقوق من أمراض المجتمع، والتي يجب الانتباه لها، وأن توظف لها الطاقات المتنوعة، من دور العلماء في الدعوة وخطب الجمعة ودروس العلم، ومن الإذاعة والتلفزيون، ولعله قد يكون من المفيد أن يتبنى بعض الكتاب تأليف بعض الروايات عن هذه القضية، وأن تتحول هذه الروايات إلى مسلسلات وأفلام، حتى نستخدم الفن الهادف في علاج قضايانا، ولا شك أن الطرح الإعلامي من أبرز الوسائل تأثيرا في حياة الناس، خاصة في ظل العولمة التي نعيشها، والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات من جراء ثورة الاتصالات.