الجلوس على مائدة النظام...!
بقلم المحامية / أنجود سيف*
{وضع الصحون على المائدة حسب الطعام المقدم ، ترتيب الأطباق و السكاكين و الشوك طبقاً للإتيكيت و مستوى الطبقة المدعّوة!}
لحظة.……!
أكنت تظن أنني سأكمل كيف ترتب المائدة و طريقة تزينها؟ و ما عليك فعله أثناء استقبالك للحضور؟ لا يهم ما في داخلك إن كنت حزيناً أو مكسوراً أومرتبكاً و مصاباً برهاب التواصل و عدم قدرتك على تقديم نفسك قبل طعامك! المهم أن تضع كل شيء حسب مكانه الصحيح قنينات الماء ، فازات الورد ، و قاعدات الشموع !
حسك و تجربتك في هذه الحياة تثبت لك أن الكون منظم و المنطق يقول : "كل منتظم بحاجة إلى منظم"
و نحن وجدنا أحراراً ومسؤولون عن تصرفاتنا و إختياراتنا إلا أنه وِضع لنا قوانين تنظمنا بين ثناياها تكتمِلُ الحياة ولا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها..
مثالاً مبسطاً كالإسلام لا يوجد مماثلاً له فهو أسلوب نظامٍ وساعة بيولوجية تضمن لك مخزون الجهد و ضبط الوقت
يفرض عليك الدين دستوراً ثابتاً تفعله يبين لك قبل ذلك محاسن الأمورالواجبة و عيوب المحرمة من الخطأ أن نعاكسها ثم نبرر بعدم تناسبها مع المكان و الزمان .... هراء وأعذاراً ساذجة!
فقولك نعم في وقتٍ كان من المفترض أن تقول لا ... جهل!
مسلكك الطريق الخاطئ في وقتٍ كان من المفترض أن تسلك الصحيح ... جهل!
قبولك للسوء و الهلاك في وقتٍ كان من المفترض أن تقبل النجاة ... جهل!
نقاشاتك العقيمة في وقتٍ كان من المفترض أن تصمت … جهل!
إسقاطاتك المتكررة في وقتٍ كان من المفترض أن تقر بخطأك … جهل!
ندبك لحظك في وقتٍ كان من المفترض أن تقنع … جهل!
عتابك على ضيق الزمان في وقتٍ كان من المفترض أن تبذل … جهل!
(نقطة نظام " خلق الإنسانُ جهولا") ليس جهلاً بالُمتاحات بل جهلاً بإستشعار الذات و إحساسها لحظة تلقي العواقب
لذا عليك وضع اللوم على طريقة تفكيرك و إدارتك أنظمة اتخاذ القرارات فالنفس البشرية حره في سلوكياتها لكنها مقيدة بتحمل ما ينتج عن ذلك السلوك.