دمج الصفوف الأولية مع رياض الأطفال ( تجربة و قرار )
بقلم الأستاذة / أمل بنت عبدالعزيز النائل *
على أثر افتتاح أول مدرسة للطفولة المبكرة في المملكة تابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك بعد قرار معالي وزير التعليم بدمج الصفين الأول والثاني ابتدائي الى مرحلة رياض الأطفال كثرت التساؤلات حول مسببات اصدار هذا القرار والإطار التنظيمي لعملية الدمج ونتائجه المتوقعة وآثاره على التعليم في هذه المرحلة .
إن هذا القرار لم يكن وليد اللحظة بل كان نتائج دراسة اللجنة التي تم تشكيلها منذ عام 2017 لدراسة دمج الصفين الأول والثاني برئاسة وكيل الوزارة للتعليم آنذاك الدكتورة /هيا العواد وعضوية مسؤولين من الوزارة فيما يتعلق بالمباني والتشكيلات المدرسية والتجهيزات المدرسية وكل من عني بتنفيذ القرار ، واستناداً على التجربة الفعلية للعديد من المدارس الأهلية نجحت في تنفيذ هذه التجربة منذ سنوات وأظهرت نتائج مقارنة المخرجات مستويات أقوى لمن تلقوا تعليمهم على أيدي معلمات .
وتعزو وزارة التعليم الحاجة الى عملية الدمج الى أن مخرجات التعليم للصفوف الأولية لدى الطالبات أعلى منها لدى الطلاب ووجود هذه الفجوة والتفاوت في المستوى التعليمي يظهر بشكل جلي في نتائج التعليم والتقارير التي تقيس التحصيل الدراسي لهذه المرحلة وعلى غرار العديد من المؤسسات التعليمية في كثير الدول المتقدمة تعليمياً التي نجحت في تطبيق هذه التجربة قررت وزارة التعليم تطبيقها رفعا لمستوى نسبة الالتحاق في مرحلة الطفولة المبكرة وتحقيقا للتعلم الأمثل للأطفال.
وذكر المتحدث الرسمي لوزارة لتعليم الأستاذ مبارك العصيمي بهذا الشأن بأن افتتاح أول مدرسة للطفولة المبكرة هذا الفصل هو افتتاح تجريبي للتقييم الفعلي للتجربة وذلك لجهوزية مبنى المدرسة في دمج الصف الأول ابتدائي مع رياض الأطفال وذلك لرصد النتائج الإيجابية والوقوف على الأخطاء والمعوقات بهدف تلافيها ، لأن التوجه في تطبيق القرار يبدأ من العام القادم ، وأن هذا القرار بني على العديد من الأسس التي وضعت بالاعتبار خصائص النمو العمرية ومعايير التعلم النمائية للطفولة المبكرة والمقاييس الدولية في تحديد السن المناسبة لمرحلة الطفولة المبكرة .
كما أشاد بمخرجات التعليم لدى هذه المرحلة للذين تلقوا تعليمهم من معلمات أكثر من المعلمين ، وذلك يرجع للصفات التي تتميز بها المعلمة من الصبر والعاطفة والحنان والاحتواء بطبيعتها .
أن تطبيق هذا القرار بالصورة التي يتوقع منها تحقيق نتائج أعلى للتعليم في هذه المرحلة يتطلب إنشاء مباني جديدة تستوعب المستويات الأول والثاني والثالث في رياض الأطفال بالإضافة الى الصفين الأول والثاني الابتدائي بنين وبنات مما يترتب عليه التغيير في خريطة ملاكات المعلمين والمشرفين وتهيئة المباني لهذه المرحلة
ولكل المهتمين بهذه المرحلة والمتطلعين الى تعليم جيد يتناسب مع الثقل التنموي للمملكة العربية السعودية نأمل أن تكون نتائج التطبيق مقاربة للتوقعات المأمولة من تنفيذ القرار وأن تكون نواة جيدة لتعليم أفضل يستحقه الجيل المستقبلي لهذا الوطن .