ضياع حق المحضون من الزيارة
بقلم الكاتبة / عائشة فهد بوردحه*
الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع لكونها رابطة رفيعة المستوى محددة الغاية حيث أن قوة المجتمع وضعفه يقاس على تماسك الأسرة, و أساسها هو الفرد الصالح، ولهذا فإن الإسلام قد ولاّه العناية الكاملة منذ صغره, فهناك أحكام شرعية تحفظ للأولاد حقوقهم و تكفل رعايتهم منذ ولادتهم حتى البلوغ، فتطور شخصية الطفل في الظروف العادية باختلاطه بوالديه و أخوته و غيرهم من أفراد المجتمع، و إذا لم يتم تلبية و توفير حاجات هذا الطفل في السنين الأولى من عمره من حب و عطف و راحة نفسية و حنان، فإن حصته في حياة مستقبلية سعيدة تكون أقل بكثير من الطفل الذي توفرت لديه هذه الحاجات
فإن لكل من الأبوين إذا افترقا الحق في زيارة المحضون و الاطمئنان على حاله اثناء حضانة الآخر له، وليس لأي احد منهم الحق في المنع منها، و ذلك حفاظاً على العلاقة الوثيقة بين الوالدين وولدهما و لأن في منع المحضون من زيارة والديه حمل له على قطيعة الرحم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من فرق بين الوالدة وولدها فرق بينه وبين أحبته يوم القيامة) رواه الترمذي و قال حديث حسن.
ففيه نهي صريح عن تفريق الوالدة عن ولدها، وكذلك الحكم يشمل الأب ايضاً.
فبالرغم من أهمية الزيارة بالنسبة للمحضون, فإن الكثير من الآباء يغفل عنها و لا يمنحها الاهتمام الكافِ و قد يتخلون عنها نهائياً، متجاهلين ما يمكن تأثيره سلباً على الطفل.
لذلك يجب على الأبوين تعليم أطفالهم البر و صلة الرحم، فرؤية الطفل لأبويه يبعث في نفسه الراحة و الطمأنينة و هو حق من الحقوق التي كفلها له الشارع الحكيم، فلا يجوز حرمانه من حقه.
* طالبة بكلية الحقوق جامعة الملك فيصل