لا تعِش نصف حياة، حرر نفسك
بقلم الكاتبة/ هبة الفوزان
في معترك الحياة وبين خضم أحداثها ومشاغلها.
وبين ما وصلت لهُ وما تريد أن تصلَ إليه.
ثمة عقباتٌ في كلِ مكان! لا يوجدُ طريقٌ خالٍ ممهدٌ دونما عناء.
غير أن هناك ما يُقيدك لو أنك تركت نفسك له.
شعورٌ خفي طبيعي إلى أن يتجاوز الحدود ويتمادى فيأسرك.
خوفك قيدُك لو لم تتحرر منه، لو لم تجتز وتمضي وتتخطى فأنتَ رهنٌ له.
خوفكَ مما تخافُ أن يقَع، يجعلُ ما تخافهُ يقع.
خوفك من فقدانك لشيءٍ ما، لن يجعل منهُ خالداً أبدياً لا يرحل!
فمخاوفك التي تكبر بداخلك تتشكل كدائرةٍ تجعلك تدور حول نفسك تكراراً دون الخروجِ منها أبداً.
إنك وبنظرةٍ سريعة لو أدركتّ كم من مرةٍ وقعت في فخِ خوفك حينما أجبرك على سلكِ طريقٍ لا يُناسبك في سبيل خوفك من تجربة طريقٍ آخر لا تحفظُ معالمه.
واتخاذ قرارٍ لست براضٍ عنه تماماً لخوفك من تبني قرارٍ تجهل احتمالاته.
إنّ ما يجعلنا نقع رهن خوفنا هو عدم رغبتنا بالتجربة، بالخروج للجديد.
لا تمضِ الحياةُ من أمامك وأنتَ متوجسٌ.
أنت تخسرُ الكثير ما لم تجرب وتخطأ، مالم تحاول وتفشل.
لا تقبل أن تعش بنصف حياة رمادية، جزءٌ منها ما تعيشه ونصفها الآخر خوفك من تحرير أفكارِك وطموحاتك ونفسك أولاً.
فالخطأ وارد، والنهوضُ واجب.
إننا إن نتحررُ من خوفنا فنحنُ بلا شكٍ نمضي نحو مواطنٍ لم نلتمسها من قبل.
نعيشُ حياةً كاملة بإخفاقاتها وإنجازاتها.