خواطر قرآنية (٢)
بقلم كاتبة / سلوى بادبيان*
مدخل :
الدعاء سهمًا يصعد لسماء ثم يعود إلى الأرض محملاً
بهدايا من فرح
(١)
﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ
الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجيبوا لي وَليُؤمِنوا بي
لَعَلَّهُم يَرشُدونَ﴾ [البقرة: ١٨٦]
الكعبة أمامنا وجباهنا على الارض تسجد لخالقها
تشعر القلوب بقربه ومعيته فثبته شكواها
وأحزانها ، في تلك اللحظة التي كنت فيها في
قمة الإنكسار لرب العالمين كان بجواري امرأة
ستينية العمر تبكي وتدعو وتبكي وتدعو ( اللهم
اغفر لزوجي اللهم احفظ ولدي واهديه واحميه من
رفقة السوء وارزقه الزوجة الصالحة التي تعينه
على طاعتك) وتزيد في الدعاء ويختنق صوتها
بالبكاء ، حتى أني توقفت عن الدعاء لنفسي
ودخلت بنوبة بكاء معها وبت أردد اللهم استجب
لها اللهم استجب لها
بعد الانتهاء من الصلاة أيقنت أن الله لن يرد كسر
تلك المرأة الا بجبر عظيم اذا كانت رحمة واحدة
أنزلها الله على العباد جعلتني أتوقف عن الدعاء
لذاتي وارحمها وأدعو لها
فكيف بتسعة وتسعون رحمة هي للرحمن الرحيم
(٢)
(إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ
سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها ........﴾
[التوبة: ٤٠]
حينما تؤمن أن الله معك في كل مسار في حياتك في
الحزن كما الفرح في الضيق كما الفرج يرسل الله
لك جنوده من السكينة والتأييد من حيث لا تحتسب
حتى يفتح لك مغاليق أبواب ما كانت لتفتح إلا
بأمر الله الفتاح شعور كهذا كفيل أن تخضر به
صحراءك القاحلة وينبت الرضا في زوايا قلبك