لّمة شعور
بقلم الاخصائية النفسية/ خلود الحارثي
أيام ويُشرف العيد..
ويودعنا أعظم الشهور..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
كيف حالنا وتهيئتنا لمشاعر العيد؟!
الذي جعله الله فرحة للمسلمين ،وتكون مكافأة العباد مثل هذه الأجواء السعيدة ،ولتكون كذلك وأن نكون من أهل الفرحة وصنعها لغيرنا خصوصاً في هذه الأيام المباركة لنا..
هناك آداب في حسن الاستقبال والضيافة في مقتبل صباحات ومساءات الاعياد عند الناس التي يُفضل تواجدها والتمتع بحسنها ليكون عيداً لطيفاً سعيداً للجميع ..
ابدئوا بالسلام ، تغاضوا عن الزلات ،اشرقوا محياكم بالبسمات ، اكظموا غيظكم في الاحداث ،تنادوا بأحب الاسماء بينكم ،تعانقوا حُباً وشوقاً وفرحاً ،تسابقوا في تقديم الضيافة وحلوان المسرّات ، تبادلوا التهاني بصدق العبارات ،إرتدوا من الحشمة أجمل الثياب بالقول والفعل ،امتدحوا من حولكم بعذب الصفات وخير الخصال ،تداعوا بينكم بمبادرة الاجتماع لصلة الرحم ،لا تبخلوا بالعطاء وإن كان تمراً حلو المذاق ،استأذنوا البيوت قبل طرقها ،اخبروا احبتكم بمواعيد متاحة للزيارة احتراماً لوقت راحتهم ،ادخلوا البيوت ذاكرين الله كثيراً املوا دلو اللسان "بما شاء الله تبارك الرحمن" ،استحسنوا ما يقدم لكم واشكروا الله دائماً ،تصفحّوا بالبياض صبيحة العيد كطاهريّ القلوب على الخلق ،تصافحوا يداً مليئة باليسر والمودة لكل من في الجوار ،هاتفوا بعيد المكان ،ابعثوا صوراً تذكارية بالأفراح لذاكرة العقل ،عيدو المريض وبشروه بأجر الصابرين ،اذكروا محاسن موتاكم وعظيم فرحهم بالعيد وكل من فقدناهم وكانوا معنا وادعوا لهم ،تمتعوا بشعيرة الله بعد الصيام والقيام ،اكملوا العمل بالآداب وامتثلوا لما سمعتم من القرآن بالقيم والمبادىء الإسلامية وتطبيق حيّ لكل مادعوت الله لأن يهديك إليه من قول وعمل..
ما سبق كان فيه انشراح وحب وسلام وآيات احسان ترغيباً وتقريباً للنفوس..
وهنا حذراكم ما يأتي منكم فيؤذي غيركم ويضيق عليهم الحال ،ويشحن النفوس بغضاً وعداوة ،وتقلّبون الأمور للتباهي والرياء أمام الغير ،أو تظهروا المحازن والبكاء على المرضى والموتى رعاكم الله هذه سُنة الله في العباد..
فلا تتدخلوا في ذوق ،شكل ،لباس ،عطاء ،تصرف أحد مهما كان دعُوه بالتجاهل فليس ما تريده الناس غايتك ،حذراكم بانتقاص ،سخرية ،لمز الآخرين غيبة! "من حسن اسلام المرء ترك ما لا يعينه"..
وإياكم بتقديم الخبيث على الطيب فوق مستويات ومكانات الناس لديكم في المأكل والمشرب وفي المجلس والوقت ،علّموا أولادكم الكرم والجود للناس .. "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"..
لا تبطلوا عطاياكم بالقول والمنّ وكثير الصُور مما يقدم لكم أو لمن تقدموها ،خبئوها دعوات صادقة في ظهر الغيب بينكم.. "إن اكرمكم عند الله اتقاكم"..
لا تفتحوا باباً ليرى منه الأدنى فيثير قلبه السخط والحسد ،لا تعيّبوا على الناس ما يملكونه أو يمتلكونه ،لا خير في كثيركم إن بدأ فرحته بكسر فرحة الآخرين سواء بقول أو عمل وإن أدنى ذلك تعبيراً بوجهه أي ما كان! "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"..
تهادوا ،توادوا ،احترموا ،وتراحموا ،وافرحوا ،اثنوا ،واشكروا ،وتسابقوا ،والعبوا ،واصفحوا فرحاً ومسرّة فهذا ما يليق بنا أيُها المسلمون..
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
هذا كي نتعاون على البر والتقوى وخير الأخلاق التي تورث المحبة والإحسان بيننا..
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب.
*كاتبة ،عضوة في رابطة كاتبات الغد