ابنة المتوسطة الثامنة
بقلم الكاتبة / أسيل يوسف *
تخرجت من مرحلة الابتدائية بشخصية وتخرجت من المتوسطة بشخصية أخرى، كانت شخصيتي مُنعزلة مكتئبة تخاف التحاور مع الآخرين تعاني من تنمر من الزميلات اللاتي حولها، لا يمكنها أن تدافع نفسها أثر ظروف صعبة مريت فيها في طفولتي، كنت مراراً وتكراراً يأتي وقت الأنصراف أول من أتجه له في بيتنا أميّ وأقول لها هُناك عدة طالبات تنمروا عليّ وتنهار عيني بالدموع،ولكن في الأسابيع الأولى بالمتوسطة كان هُناك يوماً يُسمى باليوم التمهيدي تأتي المرشدة الطلابية والمعلمات وكل منهن تعرف عن نفسها وكيفية محسبة الدرجات والأنظمة التي بالمدرسة وبعدما أنتهينا توجهت للمرشدة وسألتها عن أحد الأنظمة وأستقبلتني بصدر رحب ومُبتسمة وكانت روحها جميلة فـ أرتاح لها قلبي وقررت بعدها أن حدث لي أي أشكال أذهب إليها وأستمد منها الرأي السديد، وبعد مرور فترة حصل لي موقف وكان يتطلب مني الذهاب إليها وبالفعل قدمت لي يد العون واعطتني واحدة من نصائحها الجوهرية ويوماً بعد يوم أصبحت أحتفظ بنصائحها لأني أعلم ستفديني في المستقبل، مرت السنة الأولى لي على خير، في الاجازة الصيفية تحديداً ١٠/٩/١٤٣٨هـ قررت أن أتغير فـ جلست لوحدي وبعدت عني كل ما يلهيني ووضعت أمامي ورقتين وقلم الورقة الأولى وضعت بها مخاوفي ومن الجهة الخلفية رسالة لنفسي في أول إنجاز لي.. والورقة الأخرى الاهداف التي أطمح إليها وتكون على أرض الواقع، ومن بين مخاوفي كانت أن أتكلم على المسرح وأقدم ندوة والحمدلله فعلتها بمساعدة رائدة النشاط والمرشدة الطلابية رسمية الحربي ووفاء المغذوي وقدمتها وبعدها تجمعوا حولي معلماتي ومديرتي وقاموا بالثناء عليّ وكم هم فخورين بي وبعدها آمنت بأن نبدأ بدايةً بسيطة تكون نهايتنا عظيمة وبعدها بالفترة بدأت في إلقاء الندوات وأقدم ورشات عمل في داخل المدرسة وخارجها كان هدفي الأولي هو التأثير الإيجابي وتغيير الناس للأفضل يا صديقي الظروف الصعبة سوف تمر لكن بيدك أنت هل تصنعك وتكون شخص قوي أم تجرفك للدوامة لا لها نهاية،تعلمت كثيراً في المرحلة المتوسطة تغيرت شخصيتي للأفضل طورت ذاتي حققت بعضاً من أهدافي وطموحاتي
ولكن لا أنسى أشخاصاً هم من ساعدوني وشجعوني أن أصبح أفضل أمي وأبي ومرشدتي وعائلتي بأكملها وصديقاتي ومعلماتي ممتنة لكم كثيراً فـ بوجودكم وتوفيق الله لم أصل مريت بالظروف عصيبة لكن تخطيتها بعد الله ووجودكم حولي.. عزيزي أنت قادراً أن تحقق أحلامك وطموحاتك أعدك بأن تكون شيئاً عظيماً في هذي الحياة ولكن أحلم.. خطط.. جازف وتوكل على الله وسوف تصل
شكرًا المتوسطة الثامنة لأنكم منحتوني الفرصة لكي أخرج ما لدي
شكرًا مرشدتي وفاء المغذوي
أنا خرجت لكني سأبقى طالبة وابنة في المتوسطة الثامنة.
2 pings