تحسين الحياة.. قوة الشخصية الواضحة
بقلم الأستاذ/ يوسف بن أحمد النجاشي *
اعتمرنا مؤخراً أنا وصديقي د. معاذ، وتوجهنا جنوباً في رحلة برية إلى الباحة- جنوبي السعودية-، وكان ضمن حديثنا، تساؤل: ماهي مؤشرات ودلالات الشخص الغامض؟ الموضوع متشعب جداً ؛ لأنه عبارة عن مجموعة متنوعة من الشخصيات، ويعود هذا التنوع إلى طريقة تقبله لنفسه في المجتمع الذي يعيش فيه، ونوعية الظروف والمواقف الصعبة التي واجهها خلال حياته .
الشاهد ركزنا على بعض صفاته؛ لأنه من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، وركزنا على فهمه السيء لمعنى قضاء الحوائج بالكتمان -سيأتي بيانه عند فهم الصفات الخمسة-، فقررت أن أكتب لكم مستحضراً دراسة حالة اجتماعية معينة عاصرتها شخصياً، وهي عادتي حين أدرس أمراً فإني أستحضر قصة أو حالة دراسية معينة الخ.
صفات الغامض كثيرة جداً، اخترت هنا أبرز الصفات ، ووجدت أنه ليس بالضرورة أن تجتمع كلها في شخص واحد، وكلما زادت الصفات في الشخص زاد الأثر السلبي على من حوله ! ، وفيما يلي أبرز صفاته :
١- الخوف الغامض:
نجد أن الشخص الغامض لديه عدم الشعور بالأمان، فتجد خائفاً من الآخرين، ومتحفظاً ومتكتماً على طموحاته وهمومه ومشاكله، يخفي العديد من الجوانب الشخصية والحياتية..
وبالتالي يفصل حياته عن الآخرين، أهدافه وأبناؤه والخ .. ، فمثلاً يخفي أطفاله خوفاً من العين والحسد .
٢- الشك الغامض :
غالباً ما يتسبب الغامض بالقلق والحيرة للآخرين نتيجة شكه في نياتهم، فيسيء الظن بهم، وهذا الأمر هو سبب نفور البعض منه .
الغامض يجلب لنفسه المشاكل لأنه في كثير من الأحيان لا تكون هذه الشكوك في محلها، فيقع في كثير من الاحراجات.
٣- الأنا الغامضة:
الغامض الذي لا ينتبه لنفسه قد يصل لمرحلة أنه شديد الملاحظة والتركيز على أدق التفاصيل حوله وخاصة الأخطاء التافهة - خوفاً وشكاً كما ذكرنا في الصفتين السابقتين-، فيعقد المسائل ويتمسك بآرائه الشخصية، وقد لا يغفر لمن يعارضه، وفي هذه الحالة قد يصفه البعض بصفة الغرور وحب الذات.
٤- الانطوائي الغامض:
لا ينخرط الغامض في المجتمع المحيط به بكثرة؛ بل ينتقي من يرغب بوصلهم، خاصة أننا نجده يتواصل أكثر مع المحيط البعيد عنه -الذين لا يرونه-، لذلك هو غريب في المجتمع القريب، وقريب أحياناً من المجتمع البعيد .
٥- المزاجية الغامضة:
بعض الغامضين مزاجيين ومترددين بسبب مجموع صفاته السابقة، لا يستطيع أخذ القرار المناسب في الوقت المناسب والالتزام به، بل سرعان ما يتراجع عن قراراته، وهذا هو سبب تأخره في تحسين وتغيير نمط حياته للأفضل .
وفيما يلي بعض الدلالات والنصائح والمقترحات المفيدة التي تساعد على قوة الإيجابية والوضوح والفطنة مع المجتمع، والتي إن تم تطبيقها أو بعضها فإنه سيكون شخصاً رائعاً مع من حوله ، وإن تجاهل هذه الدلالات قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مشاكل وأزمات مهنية وأسرية إلخ، كان من الممكن تفاديها لو تم الاعتراف بالمشكلة وعمل خطة تطويرية :
- تقوية الظن الحسن بالله " أنا عند ظن عبدي بي ".
- تطوير الثقة بالنفس، ومعرفة القيمة الذاتية.
- يستودع الأبناء والتحصين الشرعي، مع التوكل على الله وعدم القلق.
- الابتعاد عن تهويل المسائل الصغيرة.
- عدم التشكيك في مقاصد الآخرين.
- المحب للآخرين يجلب لنفسه المحبة، والكاره يجلب الكراهية.
- التعود يومياً على المسامحة والغفران.
- الابتعاد عن الغيبة والنميمة.
- مراعاة الاختلافات البشرية فالآخرين ليسوا نمطاً واحداً .. "وأنزلوا الناس منازلهم".
- فهم كيف يفكر الآخر حتى يسهل التعامل معه.
- عدم التأثر والتحسس كثيراً من كلام وأفعال الناس.
- فصل الذات عن المجتمع في الوقت المناسب، وليس في كل المناسبات.
وفي الختام
الغامض حين يمارس الغموض يكون غير متزناً في سلوكه ومشاعره، وبالتالي فإنه سيجذب العديد من الغامضين لحياته.. ويقيناً فإن مشاعره ستكون حتماً منخفضة ..
ينظر مقال "قوة اليقين النافع2" للكاتب .
نسأل الله حسن الظن به دائماً وأبداً .. آمين
اللهم صل وسلم على نبينا محمد ،،
* استشاري تدريب وتطوير