من باع كلمته باع وطنه !
بقلم الكاتبة / عهود الأحمد *
قال لي يوماً والدي ان من باع كلمته باع وطنه
حينها كنت صغيرة
لا اهابُ شيئاً سوا ان اغفُ قبل ان اكمل لعبي
ولم اشاهد يوماً كلمةً تبُاع ببقالة الحي !
لا اعرف الكلمة ولا قيمة الكلمة ولا معنى الكلمة
ولم ادرك يومها لماذا والدي يشدّ على كلمته
ولايتركها هشةً تُكسر ،
كبرت ومضيتُ
مررت بالحياة ومرّت من خلالي
ولم اتنبأ حينها بالكلمة وثُقل الكلمة
ضقتُ ذرعاً فسألته بروح الدهشة
هل توضع الكلمة بميزان الوطن ؟
هل ترجح الكلمة أم الوطن ؟
هل يصبح المرء مشرداً حين يفقد كلمته ؟
هل تُخان الكلمة كما يخون الأوغادُ أوطانهم ؟
هل نؤدي القسم على ان نصونَ كلمتنا كما نصونَ الوطن ؟
حينها اجابني بسؤال
هل يُبنى الوطن دون الوفاء بالكلمة ؟
الكلمة جديرة بأن تبني بُلداناً وتُعمرها أو ان تُصبحَ كسفاً ،
كلمتك بمقدارك لاتبخس الكلمة حقها ومعناها فتُبخسَ من قدركَ ومقامك ،
الكلمة تبقى بداخلنا مصونةً وحين تخرج فهي إما ان ترمي بشررٍ او برداً وسلاماً .