كن أنت
بقلم الكاتبة / سلوى بادبيان*
كن أنت كما أنت ..
لا تتبدل لأجل احدهم ولا تسمح لعلاقة ما أن تصهرك بداخلها حتى لا تعود تعرف ذاتك ، مضيت أيّامًا كثيرة من حياتي كنت ابحث فيها عن صديق يشبه روحي يفهمني دون أن أتكلم ويدواي لي حزني دون أن أنطق به يكون وكأنه نسخة أخرى مني ، لا أعرف من أين أتت هذه الفكرة ومتى نمى بداخلي ذلك الشعور الملح بالحاجة لأحدهم ،والمحاولات لإيجاده كلفتني الكثير ليس الكثير من الوقت بل الكثير من إرهاق المشاعر والأحاسيس ، حتى تولد لي إيمان تام أنه لا يمكن أن تجد في الحياة شبيه لروحك والمثل الذي يقال فيه (يخلق من الشبه أربعين ) إنما هو شبه الملامح ، أشعر أن الأرواح كبصمات اليد فريدة من نوعها لاأحد يشبه أحد , بل كل منا يكمل الأخر ويكمل النقص الذي بداخله ، تولد لي أيضا ايمانا ويقينًا اخر لايمكن أن تنجح بأي علاقة في الحياة سواء كانت صداقة أو زواج أو حتى علاقات عمل قبل أن تنجح في صداقة ذاتك وحبها وتكون لها كل شيء وتكتفي بها عن العالمين وتقدم لها كل ما يسعدها ، لتأتي بعد ذلك كل العلاقات مكملة لروحك الجميلة ،فلايمكن لبشر أن يعيش وحيدًا دون العالمين وإلا لما خلق الله لأبونا آدم عليه السلام حواء،ولكن لكي تحيا سعيدًا وناجحًا في علاقاتك تعلم اولًا الاكتفاء بالذات وإسعاد نفسك بنفسك، لا تتصنع من أجل أن ترضي أحدهم بل كن أنت كما أنت كن صادقا مع ذاتك ومع من حولك، واعلم أن النقص أمر فطري في الانسان فتقبل نقص صديقك ليتقبل هو أيضًا نقصك وإن كنت تبحث عن صديق كامل فأقول لك أرح نفسك يا صاحبي لإنك لن تجده ، و لا تنتظر الأخذ وتعلم العطاء وكن مقتصدًا في الحب فسلامةُ القَلبِ في الإقتصاد بالحُبِّ مثل ما قال علي رضي الله عنه : (أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما)
إنَّ الإفراطَ في حُبِّ المَخلوقين أوالاستطالة في بُغضهم مُوجبٌ للنَّدم ومُوردٌ للألم وجالب للحزن عند تقلّب صفحاتِ القلوب وظهور ألوانِ العيوب .
(أحبب من شئت فإنك مفارقه).
هي حقيقة تنتظر الجميع.. وإدراكها واستشعارها يخلق في نفس الإنسان التعامل مع الآخرين بمشاعر الموادع الودود، والمفارق الرحيم ويولد الإتزان في التعامل مع الشخص المقابل ، وكيفية رسم الحدود التي تزين تلك العلاقة وتشد من وطئها كي تعيش أكبر قدر ممكن من الحياة
فحدود علاقتك مع البشر أحبب دون تعلق وضوابط تلك العلاقة أعطي دون منّ وأحسن و لو لم يُحسّن إليك والأكمل والأمثل أن تجعل ذلك الحب سماويًا أن تحب المرء لا تحبه الا لله فيتوج ذلك الحب بالخلود في الجنة
ويبقى مختصر الحياة وحقيقتها
ماقالُه جبريل عليه السّلام "يا مُحمد عش ماشئت فإنك ميّت أحبب من شئت فإنك مُفارقه وأعمل ماشئت فإنك مجزيٌ به".
2 pings