حيرة في حيرة
بقلم الكاتب / خالد قبلان الجهني *
لم أنـم منذ ساعات لستُ بالقريبة .. وكأن أصبحنا خصام لا أحد يُريد الأخر ، كرهًا لا يوصف بيننا ، بكاء لا ينطفئ ولا يتوقف ، وكأننا بحاجة أن نعود كما كُنا ، ولكن شيئًا ما يرفض أن نعود .. حيرة من أمري يا أمي ، و أنا لم أعد ذلك الطفل الذي ينام على راحتيكِ بين يديكِ يترقب عينيكِ ، لم أعد كما أعتدتُ عليه من سنوات مضت ، كبرتُ يا أمي ، و أخجل أن أبكي أمامكِ ، أخجل أن أقول أنا مازلت طفلاً خذيني ، أعيديني ، قبليني ، ضعي يديكِ هنا ، أخجل و أن الخجل من شيمة الرجال ، أحبكِ و أنتِ لا تصفكِ كلمة مثل ( أحبكِ ) تلك التي مزقوهَا كذبًا و تخرجُ عبثًا بِقلوب الآخرين ، أنا أحبكِ وليس لدي طريق سواكِ ، حيرة يا أمي ، و أنتِ هُنا و أنا في غرفة ، أكتب
و أشطب ، ذلك النوم الغائب أحببتهُ لأنهُ جعلني أنعطف قليلاً و أكتب عنكِ ، تراضينا و عدنا ، و تصافحنا ، و عشنا ، ولكن لم أنم ، أجول في شوارع أملج
و كأني فقيد روحي ، أبحثُ عن نفسي ، و الناس من حولي لا مبالاه ولا هم يشعرون ، وكأني حياة تدور ثم تدور ولكن لا أحدًا يتعلم من دروسها ،
أجر شارعًا شارعًا ، حتى أني أشعر بالهلع من نفسي ، ثم أعود مكبلاً و أترقب نفسي وكأني فاقدني منذ سنين ، أخيـرًا أنا حيرة من أمري .