اعتن بقلبك
بقلم الكاتبة /ميمونه العنزي *
الحياة أشبه بساحة حرب نصارع فيها كثيرًا من أجل البقاء وإثبات الوجود ، والانغماس الكلي في مسؤولياتها يكلفنا الكثير من الخسائر على المستوى الصحي والنفسي ، وذلك نتيجة عدم التوازن في التعامل مع الضغوطات والروتين اليومي.
كثرة التفكير السلبي وازدحام القلب والعقل بالتفكير في أمور الحياة الحاضرة والمستقبلية يكون ذو ردة فعل سلبية توهن القلب وتشتت العقل .
وقال صلى الله عليه وسلم : (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)
القلب نعمة..
القلب هي النعمة العظيمة التي أودعها الله في صدورنا واختصها الله بالنظر إليها قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ) . رواه مسلم.
القلب مستودع لكل الأمور المعنوية من فرح، وحزنٍ، وقهر جميع الاحاسيس التي نشعر بها، والعناية بالقلب أمر يجب أن نحرص عليه في تعاملنا مع جميع المواقف واللحظات المتعبة؛ ونهتم بأن نخرج من كل موقف بقوة تزيدنا ثباتاً وإصراراً على مواصلة الطريق والتمتع بأفانين الحياة.
للعناية بقلبك تصدى..
من التصدي للمواقف المحزنة بالاستسلام والخيبة وعدم معايشة الأمر وتقبله والبحث عن حل؛ يجعل من قلوبنا مستودعاً لكتمان المشاعر السلبية لتتصارع بداخلنا وتحرقنا فتبهت ملامحنا؛ وتتعرى أجسادنا من ثوب الصحة.
تقوية الايمان وقاية للقلب ..
التعلق بالله والأيمان المطلق بمثابة الوقاية التي تغلف القلوب وتحفظها من وقع الصدمات فالقلب هو المحرك الذي تتبعه كل الجوارح فإذا استولى عليه الضعف تبعته الجوارح بالكسل والثقل والضيق ، وبالمقابل استشعاره بالقوة يجعل منها في حالة تأهب وتصدي ونشاط.
للعناية بقلبك استشعر ..
استشعار حبل السكينة بداخلنا يزداد وثاقه متانةً بين قلوبنا وبين الله كلما شعرنا بالوهن والضعف؛ متيقنين أن الله لا يخلف وعده ولو طال الوقت. قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).
للعناية بقلبك سامح أو حافظ ..
المحافظة على طاقة التسامح وتوجيها لكل علاقة مؤذية أشبه بالتفريغ الداخلي وعدم التمسك بما يزيد قلوبنا وجعاً.
ويقول د. إبراهيم الفقي : (الطريق الوحيد لنكون سعداء وأصحاء أن نتسامح).
ويقول الإمام الشافعي :
لما عفوت ولم أحقدْ على أحد أرحتُ نفسي من هم العداواتِ
إِني أُحَي عدوي عند رؤيتِه لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ
امتن من أجل قلب صحي
إرسال طاقة من الامتنان والشكر مع ساعات الفجر الأولى لكل ما ستتلقاه في يومك من أحداث وأخبار وأشخاص وصدف تدخل السعادة إلى قلبك..
وأخيرا.. اعتنْ بقلبك ولا تجعله كالبيت المهجور يهذي به صفير الرياح، بل ملاذ للفرح والبهجة واسكنه ما يستحق..
دمتم بكل حب.
* مدربة في المجال الاجتماعي وتطوير الذات