قصة قصيرة .. ( لست إلا ... )
بقلم الكاتبة / عنبر المطيري*
كانت تردَّد :
زنزانة اكتوت دون أحجية
إن الأغاني يروين الأسارير
في مقتضى من العمر , وبين ورود الليل وضمن أحلام الصبايا , أشارت لرجل يكون حبيس وجدانها , ورقراق فكرها , وربيع عفافها , وأعزوفة ريانها ...
لم تبن العوائق ولم تشعر بعبء الغد ,
*فالغد في نظرها يحمل الإنس كحلم اليوم والأمس ..
تصمت سعادة من فرط الشعور , تتابع الحياة .
تستيقظ بإبتسامة تنعش ساعات يومها , تهاتف الصلوات والإستغفار , تسرح شعرها , وترتب جسدها بأجمل لباسها , وتسامر أطفالها بضمة وقبلة , وتبقى ابتسامة الأحلام عالقة بين الجيد والجبين .
وفي سياق الأيام ...تنبثق إسطورة نائمة على وسادة الصمت تحت ركام اللاشعور ..
وفجأة التفتت لحياتها التي نسجتها الأحلام الزائقة في عقد ونيف من الزمان , لتحتسي أقداح الغناء تاره , وتبارز الأوهام أخرى , وتكشف أستار الحقائق عن واقعها الذي رسمته لها ريشة حلم في مخيلتها البيضاء بلون الوهم ووخزة اللحن الذي بدأ يرتاد الأيام لتنقشع صورة الأمس , وينهار حلمها في رفيق كانت ترى أنه متكأ ...فانثنى !
وتتوالى الأفئدة ...فما الستار الا مجرد روح ترضع منه الأحلام الزائفة التي عزفتها مراهقة الصبا ليس أكثر !
وبعد بزوغ شمس , في صخب وتر الحميم , التي سقتها لتلك الأيام وإذ بصوت ثائر بداخلها إنهضي (بمعزوفة(ليس لها مكانه) , وانفضي عنك وجع الذاكرة وهزائم الأحلام المزدحمة التي تصارع سموم الأنغام معزوفة بأعزوفة حب !
لينفتق شريان الوجد , وتفيض ألفاظ معتوهة بصوت عاري ..
ماأنتِ إلا ... ؟
تأمّلت الكلمة ولم تسمح لنفسها في البداية أن تسمعها ولكنها وكنها قررت أن تواجهها أخيراً ..
ووقفت في مسرح المواجهة وهي تسمع :
ما أنتِ إلا أمّاً للمعاقين ؟!
ما أنت الا .............!!
في ركام الحطام , نهاية ...رحيل
أوجب الهدم المبعثر ..؟!
وتنتهي الحكاية ..
بنت ذاتها كأم ..وزادت وزادتها دائرة أمومتها في عملها الذي تقدمه..وأمتطت صهوة قلمها ..وتسنمت ذرى الكلمة ..
فقسوة الأقدار أحيانا ماهي إلا سلسبيل لحياة أخرى أجمل وأرقى وأعظم من حياة يسقيها جفاف , (وخلال) وعنفوان أسى وبؤس حلم , وهطول دمع حقيقة إلا إن تلك الأوجاع تبتسم وتقف على إثرها إمرأة يصنع سعادتها القدر
وتبتسم !