من الأوفر حظاً بمعرفتك
بقلم الكاتبة/ سعاد المحمادي
من الأوفر حظاً بمعرفتك؟
الذي قضى معك عمراً أطول، أو عاش معك ظروفاً أكثر؟
الذي عرفك منذ نعومة أظفارك، أم الذي وافقك وقد استوى عودك؟
الذي جالسك ثم ارتحل عنك، أم ذلك الماكث لديك حتى الآن؟
الذي استقرت لديه نسختك القديمة فهي أكثر تعبيراً عنك، أو ذلك الذي شاهدك وأنت تتقلب في الأحوال فكان رأيه أشمل وأكمل؟
الذي صادفك في أجمل المواقف، أم الذي جرّبك في كل الظروف؟
بعض من تعرف يفسّر سلوكك بناء على الجزء الذي يعتمد عليه، والزواية التي يختارها ويرتاح لها، لن تجد ما يجمع عليه الآخرون عنك، حتى تلك الصفات التي ظهرت منك واستقرت فيك، ربما لا يراها الحاقد أو الجاحد، كما أن أقرب الناس لك أزهدهم فيما لديك.
الأفضل أن لا تبالغ في تقدير تلك الآراء، بمعنى أن لا تؤمن بقوتها على نطق الحقيقة، فالآخر لديه ظروفه الخاصة التي تؤثر في زاوية نظره، لديه ضغوطه التي دفعته لإختيار رأي دون آخر، أنت لست معنياً، ولا مسؤولاً عن ذلك، كما أنه ليس تعبيراً عن حقيقتك، لأنها خلقت في محيط آخر لا ينتمي إليك، ولا يعبر عن واقعك.
صديقي الذي تشقى من أجل فهم محيطك، أو إدعاء الفهم والإحاطة، وكأنك تشتمل بعض الغيب في علمك، ورزقت بصيرة تنفذ في حواجب الصدور وبواطن الأمور، إنه جهد في غير محله وتعب لا طائل منه.
التفسير إستناداً على التاريخ، مجرد عون منحاز إلى دسائس رغبتك، التفسير بالمقارنة سند مائل يتكئ على ركنك الأثير.
الأمر أبعد من إحاطته، والروح من أمر بارئها.