فتاة الميلاد في عقدها الثاني
بنكهة أمل دنقل..
بقلم الكاتبة / أنجود سيف
"عمري مقرون بالقصائد حين أكتبها بالنصوص حين أُجسدها، بعائلتي حين تفرح يتوّرد عمري و حين تبتئس ينكمش كمن لم يحيا قط ما قبل العقد الثاني رأيت كيف يمكن للإنسان أن يتنفس من عنق الزجاجة و كيف له أن يلتقط أنفاسُه من الرحابة كيف له أن يلحق سراب في ظنه أنه بهجه أن يصفق مبتور الأيدي أن يعلن خسارة الجيش على الملأ لأنه الناجي الوحيد أن يشرح خيبته واصِفاً نفسه بزرقة اللون حينما راهن أنه السماء، كيف له أن يُداري الهموم و ارتباكات العيون و فلتات اللسان، كيف يعترف بمعانته بفقر اللغة و ضيق الدروب من حشد المخاوف الذي يتلبسه؟ كيف يقول أنه مُصاب بصداع الأرق و بخفقان النسيان؟
يركض من شدة قلقه باحثاً عن الطمأنينة مُتعب من الليالي
رأيت كيف له أن ينعم بالأمنيات أن يحققها رويداً رويداً يتصبّر على مرارة الأيام و ثِقالها أن يُقاتِل ليرمم أحلامه و ضحكاتِه لإنسكاب كلماتِه في عيونه يُقاتِل لما هو طفيفُ من المسرّات
لوفرة الأمان و حفيف الحرية يُكفر عن تعب الروح و بكائه الخافِت لليأس الذي يدفع خصلات الضفائر للهاوية..
يكبر الإنسان فلا يعد ما يراه بعد العشرون شيئاً جديداً إنما الأحداثُ تتكرر لولا ألطاف الله و عظيم فضله لما صبِرنا و اصطبرنا..
أما عن وصايا العقد الثاني.
إخلاص عباداتك بقدر شكرك لله.
عائلتك هي كل شيء.
أصدقائك لاتجعلهم يتخطون أصابعك العشرة.
اجعل انبهارك بالأشخاص محدود للغاية.
زملاء العمل يقفون عند عتبة المبنى.
احلم احلم احلم و اسعى بانتصاب لتحقيقها.
حين تبتهج ملامحك تتسرب منك تبزغ كأنها ضياء شموس
لا تتنازل عن مبادئك
يحق لك أن تغير قناعاتك.
لا تخجل من إظهار طقوس أفراحك و أحزانك.
اعتذر حين تجرح و لا تتأخر فتتعمق الجراح.
اقرأ حتى تقف على خشبات المسرح و لا تنسى.
لا تُقحِموا أنفسكُم في استكشاف مسرات و آسى الأخرين لتملئوا فراغ أيامِكم بحياتِه أنتم لشعوركُم و هو لشعورِه.
حقاً لا شيء بعد العشرون سيضيف لك سوى سعيك..
"رغم أنك يالله تفتحُ لنا في كلّ مرحلة من عُمرنا ما يناسبُها من أبوابِ الرزق"
أرسل ابتهالاتي لك لرحماتِك و ضياءك للسلام الذي تضفيه على القلب فتصيّره آبيا هنيئاً لا يأبه بشيء إلا حُبك و قربك فاللهم اجعل المواساة هي سلوة حياتي و ما تبقى من عمري خيراً.
* كاتبة ، محامية
1 ping