عاشوراء (أمل يتجدد)
بقلم الكاتب/ سلوى بادبيان
عاشوراء يأتي كل عام ليذكر قلوبنا بأن لا شيء مستحيل أمام قدرة الرب وعظمته
يحكي لنا قصة نصر الضعيف وهزيمة القوي الظالم
يجدد فينا الأمل لكل الأشياء الذي خفت نورها بداخلنا فيحيها كبعث جديد لأرواحنا التي طال عليها ليل الكرب وتتابعت عليها الهزائم والإنكسارات
فالمشهد هناك قبل الآف السنين يقول بعقل البشري الضعيف أن فرعون هو المنتصر يملك القوة والأسباب
يهرب موسى ومن معه من المؤمنين من جبروت الملك الظالم حتى يصل إلى طريق مسدود البحر أمامه والعدو خلفه ، الضيق يواجهه من كل الجهات استحكمت الحلقات عليهم وضاقت عليهم الأرض بما وسعت أصحاب موسى عليه السلام يقولون :( إنَّا لمدركون) وكليم الله يرد بثقة المؤمن الذي يعرف قدرة ربه ويحسن الظن به ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾
الرحيم لا يترك عباده هو فقط يختبرهم ، بهذه الثقة ينتصر العبد وتتحقق الأحلام والأمنيات
الله عزو جل لم ينزل على موسى جند من السماء ليحاربوا معه ، فقط أمر تلك العصا الضعيفة بين يديه أن تتحول إلى قوة خارقة
﴿فَأَوحَينا إِلى موسى أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَ فَانفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرقٍ كَالطَّودِ العَظيمِ﴾
حينما يريد أن ينصرك الله ينصرك بأبسط وأضعف الأسباب ، ينفلق البحر في مشهد عظيم يعبر موسى ومن معه ، يشاهد فرعون كل تلك العظمة ولا يزال يلبس رداء الكبرياء والطغيان فيعبر خلفهم عازمًا على إلحاق الضرر بهم فيطبق الله عزو جل البحر عليهم ويغرق فرعون وجنده ويعز الله وينصر موسى ومن معه ويستخلفهم على الأرض بعد أعوام من الظلم والاستبداد الذي مُورس ضدهم .
الحياة يا صديقي انتصارات وهزائم ، مكاسب و مخاسر والعاقل من لا يجعل هزائمه وخسائره تمتص قدرته على المقاومة و تفقده الثقة بالله قف أمام تلك الطرق التي سدت أبواب أحلامك بيقين موسى عليه السلام وردد ( كلا إن معي ربي سيهدين ) تجاوز أيامك الصعبة بحسنِ ظنِّ المؤمن، الذي يعلم أن أمره كله خير، وأن تدبير ربه أحسن من تدبيره لنفسه ومن تدبير غيره له