وطني أنت فخري وعزي
بقلم الكاتبة / سلوى الجهني *
أعزائي المواطنين والمقيمين :
الوطن وما أدراك ما الوطن ؛ إنه منبع عزنا وعزتنا وفخرنا وإباؤنا , إنه السكن والطمأنينة والأمان , إنه عبق التاريخ يفوح في كل زمان ليخبر الأجيال عما فعله وبناه الأجداد , إنه ذكريات الطفولة المتشبثة بالمكان , فالوطن ليس بيتا يُؤوينا , ولكنه أمنً وأمان يحمينا من غدر العدو وغوائل الزمان , هو الأرض والماء والهواء نُسِجت في خلايانا فأصبحنا نحن الوطن , والوطن نحن , لذلك كان الوطن غالياٍ نفديه بأرواحنا وبكل ما نملك , فمحبته وفداءه مُقدمُ على العرض والمال والأبناء ؛ فسلامتنا واستقرارنا من سلامة وطننا واستقراره , فلا تُستطاب حياةُ ولا يستقيم عيشُ إلا بوطنٍ يسوده الأمان والاستقرار .
ونحن في هذه البلاد المباركة التي زادها الله شرفا ورفعة بحرميها - مكة والمدينة - فجعلها مهبطاً لوحيه وأرضاً تشع منها رسالته لتبلغ عنان السماء , وتصل إلى كل فج عميق ؛ قد من الله عليها بنعمة الأمن والأمان لتكون مأوى و مهوى لأفئدة المسلمين من كل مكان وفي كل زمان , و حباها ربُّها بالخيرات الكثيرة والكنوز الوفيرة , ببركة سيدنا ابراهيم عليه السلام , الذي دعا الله تعالى فقال : ( وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) ودعا أيضاً ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) , لذلك يتوجب على كل مسلم في كل مكان , أن يذود عن حوض هذه البلاد بدمه وماله , لأنه بذلك يذود ويدافع عن دينه وحرم ربه ورسوله ؛ كما أننا في هذه البلاد قد منَّ الله علينا , بحكام عدل , يحكمون البلاد بما شرع الله وشرع رسوله , ولكن هذا الأمر لم يرق للأعادي الذين يتربصون بهذه البلاد ليعيثوا فيها فسادا , فحاكوا ولا يزالون يحيكون المؤامرات والدعايات المغرضة لينالوا ويحققوا ما يصبون اليه , ولكنهم رُدّوا على أعقابهم كغيرهم عبر التاريخ , ويحاولون جُهدهم أن ينشروا الخوف والرعب في هذه البلاد ليطفئوا نور الله , والله غالب على أمره , وغاب عن بال هؤلاء المغفلون أن هذه البلاد محمية ومحفوظة ومُؤَمَنّةُ من الله الذي قال في محكم التنزيل ( أولم يروا أنّا جعلنا حرماً آمناً ويُتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) . فخسئتم أيها الجبناء أعداء الله وأعداء الإنسانية أن تصيبوا هذه البلاد بسوء , وسحقاً لكم و لمن يناصركم , فهذه البلاد حرم الله وحرم رسوله , ومحمية بالحديد وبكل غالي ونفيس من حكامها وجنودها وشعبها , ومن ورائهم جميع المسلمين .
دُمتِ يا بلادي حرةً أبيةً مُكرمة ومحفوظة من رب العالمين رغم كيد الكائدين .
دمتَ يا ملكنا كريما معززاً بحكمك بما شرع الله وبمحبة شعبك .
دمتم بخير أمراء وعلماء هذه البلاد المباركة .
دمتم بخير وبنصر من الله , حُماة وجنود هذه البلاد الذين تحمون حدودها وتسهرون لحمايتها ولأمننا .
دمتم بخير أهل وسكان هذه البلاد الآمنة بأمان الله .