انتهاز الذات
بقلم الكاتبة / تهاني الصمعي
ويبدأ مشوار الغرابة فيما نفعل، وتبقى الحيرة تسكن ذاتنا؟
ما بين الدهشة والغرابة وسوء الإدراك
مشوار الألف ميل قد بدأ....
كتاب بلا عنوان وأوراق بلا سطور ، وسُكبت القهوة على النار!!
و سُكبت محبرتي على أوراق بيضاء لا تملك سطر واحد
أختلط مزيجي الخاص كلاهما يغلي على نار هادئة من زحمة أفكاري المتدفقة
وبدل أن تكون سطورٌ يملأها تلك الكلمات التي تخرج من خاصرة الألم وشدته و قبل أن يتفوه العقل وقبل أن يشعل القلب أحاسيسه، أصبحت ساحة بيضاء مرقعة بالحبر الأزرق وبعض الأفكار السوداء
وها نحن..
دولاب العجلة نتعثر به وكأن السباق قد فاتنا، يجب أن تعترف أنك بطل الحكايا وإن كنت في الصف الأخير أو خارج إطار المسرح
من ستائر الخوف المعلقة عجز الخوف الطفولي الذي يسكن ذاتنا من ستارة تتحرك ليلاً، ليختبئ تحت الحاف ملتفاً من الخوف
تارة يتخيل أنه وحش قادم إلية، وتارة يشعر أن هناك مخلوق يريد أن ينقض عليه
وأصوات الأشياء تتوارى من حوله و كأنه اول مرة يسمع حفيف الأشجار وصرير الباب المتصدأ
لم يكن يعلم أن هذه الأشياء من الطبيعي أن تحدث؟
لكن الخوف دائمآ ما يغمض الرؤيا الحقيقية للأشياء! لكن لليل سكونه فتصبح الأشياء ذات ضجيج عالي وإن كانت بسيطة وهادئة
يسمع دبيب الأقدام وحتى إن مرت من أمامه نسمة هواء سيشعر أن هناك صوت آخر يصاحبها
إنه الخوف الانتهازي ذو طابع جبان و فئران تسترق السمع
هل سمعت بسباق الأرنب و السلحفاة؟
أظنك قد سمعتها
ولا يوجد وقت كي أقص عليك الحكايا، فما زلتَ في الأخير وعيناك ترى نهاية الطريق
هناك...
تراه من بعيد تلوح فيه راية بيضاء، إنها راية الإنتصار، ولكن؟؟
توقف وامهل نفسك لاسترجاع أنفاسك
أنظر...
من كان خلفك بدأت خطواته السريعة تسبقك ، من كان يقول في نفسه، لن أصل إلى النهاية
وكنت تظن نفسك وحدك في الأخير.
هل تعلم لما؟
لأنك تلتفت خلفك، لم ترأهم وهم يصارعون من أجل البقاء في المقدمة، ها هو يسبقك
والأن ماذا ستفعل؟
هل ستلعب معهم لعبة الأرنب و السلحفاة؟
لا أظنها فكرة جيدة، ستبقى سخرية العالم ومن هم حولك
اذاً سارع في خُطاك،
ضع عنوان جيدا لكتابك ورتب تلك الكلمات قبل أن تضعها أمام عين المشاهد،
والقهوة التي سكبتها ماهي إلا تلك الأفكار التي تغلي في مخيلتك فأنسكبت على هيئة أوهام وأنت بمكانك، ومع ذلك ومع بطء أحلامك ها أنت تمارس العجلة في أمنياتك، تتمنى وتحاكي نفسك لو ولو
وأنت بمكانك!؟
1 ping