الحلوى والذباب
بقلم الكاتبه / عبير العامري*
دعا الإسلام إلى التَّحلي والتَّخلق بكل خلقٍ حسن، فإنما يُعرف المسلم بأخلاقه الحَسَنة، ويمتاز عن غيره بتمسُّكه بها، ومما ينبغي على المسلمين أن يتميزوا به من الأخلاق خُلُق العفّة، والعفة تعني البعد عن الفواحش والرذائل والقدرة على ضبط الشهوات التي تدعو إليها النفس البشرية، فهي جُلبت على حبِّ الهوى، وطاعة النَّفس الأمّارة بالسوء، وكلما أبتعد المسلم عن الشهوات والملذّات كان أقرب للتحلي بالعفة التي توصل إلى تقوى الله والقُرب منه.
ففي زمن الانفتاح والتطور , انتشرت كافة الوسائل التي تسهل الوقوع في الحرام ,فقد أصبحت المغريات تحيط بنا من كل جانب ,ولم تعد صعبة المنال
قال رب العالمين:
(وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم -- وقل للمؤمنات يغضضن
من أبصارهن ويحفظن فروجهن)
قال تعالى:
{والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا}[الأحزاب:35].
إذن عفة الرجل لا تقل أهمية عن عفة المرأة, و لا تقلل من رجولته. لذلك كما يطلب العفاف من المرآة ,يطلب أيضا من الرجل .ويجب أن نعمم مفهوم العفة والشرف ليشمل الرجل والمرأة معا, حتى تصح المعادلة .لكن في مُجتمعاتنا الشرقية حيث اختلت المفاهيم ,وأصبحت العفة مطلوبة فقط من المرآة ,
فهي رأس مالها وأساس شرف أسرتها ,أما عفة الرجل فحدث ولا حرج, فلا شيء يعيبه انطلاقا من مبدأ أن أي معصية تباح إن
كانت لا تفضح أمام الناس. والعفة مطلوبة من المتزوج وغير المتزوج. يجب أن نُعلم أولادنا أنه الحلوى المكشوفة ليست صالحه للأكل ولا للمس ولا حتى للنظر، لأنها مضره لهم كما علمنا بناتنا أن الحلوة تلُم الذباب تلك الحشرة القذرة. لا تنسي أيتها المرأة أنه يقع على عاتقكِ، تربية الولد مثل البنت تماما، كما نُربي بناتنا على العفة والكرامة، والمخافة من الله، كذلك الولد، تنطبق عليه نفس التربية. فالممنوع ممنوع من الله للذكر والانثى، والمسموح كذلك لهما، عندما أربي ابني على العفة فانا أحبه، العفة للرجل مثل المرأة بالضبط
* محامية متدربة ومستشارة